أخطر الحروب الصهيونية في الضفة!

تم نشره الإثنين 20 آب / أغسطس 2012 02:18 مساءً
أخطر الحروب الصهيونية في الضفة!
نواف الزرو

في المشهد الفلسطيني وعلى امتداد مساحة الضفة الغربية، نتابع اخطر الحروب الصهيونية المفتوحة ضد الوجود والصمود الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وهي الحرب المتصلة ضد شجرة الزيتون الفلسطينية، فدائما وعلى مدار الساعة، يطل علينا المستوطنون اليهود بجرافاتهم العملاقة، او جرافات جيش الاحتلال، ليقترفوا مجزرة جماعية ضد شجرة الزيتون الفلسطينية، مرة في عزون الشمالية، واخرى في يطا الجنوبية، وثالثة ما بينهما، وهكذا، تواصل الجرافات كما يواصل المستوطنون تجريف او قطع او تدمير او احراق اشجار الزيتون الفلسطينية، ومنها ما هو معمر يعود الى مئات السنين.
 والهدف الصهيوني الكبير من وراء استهداف شجرة الزيتون هو"خلخلة العلاقة التاريخية العضوية الجذرية ما بين الفلسطيني والارض /الوطن".
 فهناك في المشهد المتجدد نستحضر ايضا ما كنا كتبنا فيه مرارا:
 - فرق اسرائيلية تعمل على مدار الساعة لقطع وتدمير وسرقة اشجار الزيتون.
 - آلاف من اشجار الزيتون يجري اقتلاعها من جذورها بدقة متناهية ومن ثم تجري سرقتها ونقلها الى "اسرائيل" على وجه السرعة.
 - لم تشهد شجرة في التاريخ حربا شرسة وعداء مستحكما كما تشهد شجرة الزيتون الفلسطينية.
 - الشجرة المباركة تتحول الى ضحية للاقتلاع والتنظيف على يد لصوص الارض والتاريخ.
 - الارض الفلسطينية تبكي اصحابها واشجار الزيتون تتناثر اشلاؤها تحت التراب في مشهد لا يمكن وصف فظاعته واجراميته.
 والاخطر من كل ذلك، أدلجة هذا الارهاب الصهيوني ضد شجرة الزيتون الفلسطيني:
 فالزعيم الروحي لحركة شاس و"اسرائيل" الحاخام الاكبر عوباديا يوسف كان قد تمنى للمستعمرين اليهود خلال لقاء مع قادة مجلس المستعمرات"النصر على الفلسطينيين الذين وصفهم بـ "الاغيار المجرمين"، وافتى قائلا: "لولانا – اي اليهود- لما نزل المطر، ولولانا لما نَبَتَ الزرع، ولا يُعْقَلُ أن يأتينا المطر، ويأخذ الأشرار –الفلسطينيون- ثمار الزيتون، ويصنعون منه الزيت".
 والحاخام مردخاي الياهو احد ابرز كبار حاخامات الصهيونية ايضا، يشرع للمستعمرين سرقة الزيتون الفلسطيني قائلا: "انه يمكن جني المحصول وقطف الزيتون من مزارع الفلسطينيين، لانهم يزرعون في ارضنا"، كما اصدر وزير البنى التحتية الاسرائيلي سابقا "آفي ايتام" من جهته امرا بوقف"حفر الآبار في المناطق الفلسطينية حتى يتوقف كليا - كما زعم - الحفر غير القانوني لآبار المياه وسرقة المياه..".
 والحاخام "شلومو ريتسكين"، مدير المعهد العسكرى الديني، فى مستوطنة كرنيه شمرون يفتي لطلابه من الجنود بـــ"جواز نهب محاصيل الزيتون من الفلسطينيين وجواز تسميم آبار مياههم-معاريف( 4/ 12/ 2009".
 وبينما تواصل البلدوزرات العسكرية من جهتها تجريف الاخضر واليابس و"حلاقة الارض الفلسطينية"، تحتشد جملة كبيرة من فتاوى الحاخامات والاوامر والقرارات الحكومية والخطط والحملات الحربية التدميرية، يضاف اليها اعتداءات وهجمات المستعمرين اليهود المتزامنة، لتتكثف كلها لتشرع حرب تجريف وتدمير واقتلاع وإعدام مع سبق النية والترصد ضد شجرة الزيتون الفلسطينية، لتقترف دولة وقوات وعصابات المستعمرين اوسع وأبشع مجزرة لم يشهدها تاريخ البشرية حتى الان ضد الشجرة الخضراء، التي يفترض انها رمز الخير والسلام، فأصبحت هذه الشجرة هدفا رئيسيا للجنود والمستعمرين اليهود.
 والحصيلة الاجمالية لمجزرة الزيتون كانت استشْهِاد العشرات من المزارعين الفلسطينيين على يد المستوطنين منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000.
 والحصيلة الاجمالية ايضا "ان شجرة فلسطينية مثمرة تقتلع كل دقيقة في الاراضي الفلسطينية"، وقد تم حتى كتابة هذه السطور اقتلاع وتدمير اكثر من مليون ونصف شجرة فلسطينية، منها نحو 200 الف شجرة نخيل، وسلطات الاحتلال وان كانت تستهدف شجرة الزيتون الفلسطينية بشكل عام، الا انها تستهدف في الوقت نفسه استهدافا مركزا نوعا خاصا من شجر الزيتون يزيد عمره على عمر اقدم تاريخ مكتوب لليهود في فلسطين، وهو "الزيتون الروماني"، وتدمير وحرق هذه الشجرة بحد ذاته هو محاولة مبرمجة ومدروسة ترمي الى إعادة كتابة التاريخ على قاعدة ان تاريخ المنطقة القديم قد ابتدأ منذ ثلاثة آلاف عام فقط، اي منذ دخل اليهود فلسطين.
 تصرخ عجوز فلسطينية في وجه قائد الجرافة الصهيونية قائلة: هذه زيتونة رومانية ...الا تفهم...؟
 ولم يكن قائد الجرافة الصهيونية بالطبع يفهم معنى قتل هذه الشجرة التراثية ...؟
 كان المرحوم محمود درويش قال في الزيتون: لو يعرف الزيتون غارسه لصار الزيت دمعا...!
 وتقول العجوز الفلسطينية المباركة: ماذا ترانا نقول عن قاتل الشجرة المباركة الذي لا يعرف معنى الزيتون والزيت وعبقرية الفلاح الفلسطيني التي تقف وراء هذا التراث الزيتوني العظيم ...!
 فكم هو همجي وغبي ذلك القاتل! 0 العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات