الحذر واجب - ليس دائماً

تم نشره السبت 25 آب / أغسطس 2012 02:26 صباحاً
الحذر واجب - ليس دائماً
د. فهد الفانك

 

عندما تكون الوقائع على الأرض سائلة وقابلة للتغيير ، والاجتهادات حول التعامل معها متعددة ومتناقضة ، فإن من الطبيعي أن يكون المسؤول حذراً ، وأن يحسب خطواته بالسنتميترات كي لا يرتكب خطأ جسيماً ويتحمل المسؤولية.
الحذر واجب ، ولكن المسؤول الشديد الحذر لن يتصرف بسرعة في الوقت المناسب ، وعلى الأرجح أن حافزه الأول حماية نفسه وليس حماية المصلحة العامة ، والحذر والتحفظ لا يخلق أبطالاً وقادة ، ولكنه بالتأكيد لا يعرض المسؤول وصاحب القرار للإدانة ، ولا يرسله إلى التحقيق.
من قبيل الحذر يأتي موضوع التدرج البطيء بدلاً من إحداث التغيير السريع بأسلوب الصدمة. ومن قبيل الحذر تأتي الخطوات الإصلاحية صغيرة ومتباعدة ، وبعد قدر كبير من جس النبض. ومن قبيل الحذر أن تكون القرارات صغيرة بحيث لن يحدث ضرر كبير إذا كانت خاطئة ، ولكن لن يحدث نفع كبير إذا كانت صائبة.
سياسة الحذر في السياسة المالية تؤدي لاتخاذ إجراءات صغيرة قد يكون من شأنها تخفيض العجز في الموازنة العامة بمقدار 600 مليون دينار من أصل عدة مليارات. وسياسة الحذر في السياسة النقدية هي التي تجعل تغيير سعر الفائدة يحدث بأرباع الواحد بالمئة ، بحيث تكون الأرباح والخسائر ، إن وجدت ، قليلة ومحمولة ، ولا تؤدي للتذمر والاحتجاج.
نتيجة الحذر الزائد عدم إحداث الأثر المطلوب في سلوك الفرد والمنشآت ، فإذا كان وزير المالية يريد أن يصوب المسار المالي فعليه ان يتخذ إجراءات قاسية من شأنها تغيير الصورة لا مجرد تلطيفها.
وإذا أراد البنك المركزي أن يرفع أسعار الفوائد أو يخفضها لتحقيق هدف معين مرغوب فيه ، فعليه أن يرفع أو يخفض الفائدة ليس بمعدل ربع بالمائة بل بأضعاف هذه النسبة.
وإذا أراد استعمال عمليات السوق المفتوحة لتسييل الاقتصاد فعليه أن يشتري من البنوك أوراقاً ماليه بمقدار مليار أو نصف مليار من الدنانير وليس 100 مليون. وهكذا.
في سبعينات القرن الماضي رفع البنك المركزي الاميركي سعر الفائدة عل الدولار إلى أكثر من 20% لكسر حدة التضخم الجامح ، فهل كان يستطيع تحقيق الهدف المنشود لو أنه رفع سعر الفائدة بمقدار ربع الواحد بالمائة.
نفهم الفرق بين الحذر والجبن ، ويظل الحذر واجباً ولكن ليس دائمأً ، وليس عندما يراد إحداث تعديل أساسي في سلوك الفعاليات الاقتصادية.(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات