الوهابية تختطف الطائفة السنية

تم نشره الأحد 26 آب / أغسطس 2012 12:45 صباحاً
الوهابية تختطف الطائفة السنية
موفق محادين

منذ معارك التحرر من الاستعمار الرأسمالي الأوروبي، الفرنسي والبريطاني والى ما قبل عقود قليلة، وأهل السنة العرب يقودون هذه المعارك التي كرسها جمال عبدالناصر وأعطاها بعدا اجتماعيا وفكريا ضد الرجعية أيضا...
وحيث لم توجد أحزاب وطنية وقومية ويسارية او كانت ضعيفة كما في لبنان، شكل أهل السنة العرب القاعدة القومية للناصرية وصار السني اللبناني يولد ناصريا..
ذلك ما اثار مخاوف الدوائر الاستعمارية سواء كانت امريكية او فرنسية او بريطانية، فالسنة هم الاغلبية في مناطق حساسة للمصالح الرأسمالية (النفط والغاز والجغرافيا السياسية).
وكانت الخطوة الأولى لهذه الدوائر ضد (السنة) عبر انقلاب السادات على كل سياسات جمال عبدالناصر، حيث وفرت المخابرات الاطلسية مع الرجعية العربية كل الامكانيات لاختطاف مصر، ابتداء، وعزلها عن العرب وربطها مع العدو الصهيوني باتفاقيات كامب ديفيد.
وبعد اندلاع الثورة الايرانية واسقاطها نظام الشاه أنفقت المليارات من قبل الرجعية العربية والمخابرات الاطلسية لتمزيق الوجدان العربي على أساس مذهبي (سنه - شيعة)..
أما الساحة الأخطر في هذه المعركة فكانت الساحة اللبنانية لموقعها في الصراع على الشرق كله وبسبب التقاليد الكفاحية المشتركة لأهل السنة والشيعة معا وتضافرهم لاسقاط الحلقة الثانية من كامب ديفيد وهي حلقة اتفاق 17 ايار..
في هذه الظروف وعلى خلفية اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب الأهلية في لبنان، وبتواطؤ دولي - اقليمي - عربي ضخت عشرات المليارات في تيار سياسي وضع أهل السنة مقابل الشيعة وحولهم مع الزمن من بيئة ومناخ شعبي لأفكار وتراث جمال عبدالناصر الى بيئة جديدة..
ولم تعد الثقافة الرجعية المعادية لكل ما مثله عبدالناصر مقتصرة على احتقانات مذهبية بل ان الوهابية التكفيرية وجدت مرتعا لها عند جماهير عبدالناصر السابقة.. والأخطر من كل ذلك انها وبدعم التيار السياسي المعروف راحت تمتد الى سورية ايضا.. ولم يعد سرا ان البضاعة الدارجة اليوم هناك، هي هذه البضاعة بالذات علما بان الجماعات الرجعية وجماعات الإسلام الأمريكي والبريطاني أخفقت أمام القوميين واليساريين في تجربة البرلمانات الحرة في سورية قبل وصول البعث الى السلطة كما اخفقت الى ما قبل اتفاق الطائف وصعود الحريرية في لبنان..
في ضوء ما سبق ومع تقديرنا واحترامنا لكل الطوائف في المقاومة والدفاع عن العروبة فان هذه الامة لن تنهض ابدا اذا لم تشهد الطائفة السنية، طائفة الاغلبية، ثورة من داخلها تستعيد الخطاب الناصري العروبي التقدمي المقاوم وتنظف نفسها من الاختراقات الرجعية ودوائر الاستخبارات الاطلسية وجماعات الاسلام الامريكي والبريطاني والفرنسي..(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات