بديهيات تستحيل عقداً !

في الوقوف عند تفاصيل الحدث اليومي للأزمة الدموية السورية, تشدهك كثرة الكلام حول بديهيات نعرفها, ببساطة, لكننا نملّحها ونبهرها لتكون تعليقاً كلامياً له أرجل ويدان وقابل للاستحضار في الفضائيات اياها:
- من البديهيات ان التقاتل بين حي التبانة وحي بعل محسن في طرابلس لبنان لا يحتاج الى النظام السوري, أو تكتل المستقبل, فهو من تقاليد السياسة اللبنانية التي تقوم اصلاً على النسيج الطائفي. ولو لم تكن أزمة سوريا هي المحرّك لكانت شيئاً آخر!! ألم يحارب الجنرال عون الجيش السوري لانه كان مع صدام حسين؟! وماذا عن محرك الدمار الذي لحق بالاحياء المسيحية من بيروت في المعركة بين عون وجعجع؟!
- ومن البديهيات التي لا يريد ان يفهمها الناس ان قصف النظام السوري لاحياء في حلب او حمص او حماة او درعا او دمشق بالمدافع والطائرات, يدل على شيء واحد هو: ان الجيش السوري لم يعد يسيطر على هذه الامكنة المستهدفة بالسلاح الثقيل والا فهل تدمر المدافع والدبابات والطائرات اماكن يرابط فيها الجيش السوري؟
الناس الان يستمعون الى تصريحات من اميركا وتركيا وفرنسا تتحسب من استعمال اسلحة كيماوية او بيولوجية يملكها الجيش السوري او نقلها او امكان وقوعها في ايدي جماعات متعصبة لا تتردد في استعمالها وحتى لا نقول انها دعاية لتبرير التدخل في سوريا فان اوروبا استعملت الغاز السام في الحرب العالمية الاولى واميركا استعملت القنابل النووية في هيروشيما وناكازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وعندنا فالثابت ان الجيش المصري استعملها في شمال اليمن ايام الحرب مع الملكيين ومع السعودية، واستعملت في حلبجة بالعراق واستعمل الجيش الاميركي قذائف مدفعية محشوة باليورانيوم المنضب، ويكفي وضع احصائيات اطفال جنوب العراق المصابين بالسرطان امام اية احصائيات في العراق او في الشرق الاوسط لنجد أن الاصابات في اطفال العراق هي اضعاف الاصابات في أي مكان آخر!
والناس لا تصدق ان في المعارضة السورية احزابا لا تقبل الوحدة, وليست معنية بتشكيل حكومة منفى تعترف بها 133 عضواً في الجمعية العمومية للامم المتحدة, وتعترف بها الجامعة ومؤتمر التضامن الاسلامي.
.. معلومات بسيطة تجعل منها وسائل الاعلام مشكلة اكبر من مشكلة التذابح السوري. وتضعها في فم اعلام الفضائيات والمحللين والكتاب والصحفيين.. ومئات المتطفلين على السياسة وعلى سوريا, وعلى الوطن العربي!!.(الرأي)