العِجل متحولاً الى "رأس عصفور"

تم أمس تداول خبر عن أن الأردنيين أكلوا مؤخراً 24 طناً من اللحم البقري الفاسد، وفي التفاصيل أن الكمية تسربت الى السوق بعد أن تم رفضها من قبل الجهات المكلفة بقبول ورفض اللحم.
دعونا ننظر للمسألة من زوايا أخرى غير تقليدية، على الأقل لكي نخفف من "التنغيص" على كل من أكل لحماً بقرياً في الأسابيع الماضية:
يُفترض أن كمية اللحم تلك توزعت في كل أنحاء البلد وتم بيعها وفق الأشكال المتعارف عليها: على شكل مفرومة ناعمة أو خشنة (وجه واحد أو وجهان، شُغل حوس او محاشي)، أو على شكل قطع للطبخ (رأس عصفور)، أو مفرومة ناعمة ومدعوكة جيداً "شغل كفتة" مع قليل من اللّيّة (عادة ليّة خروف غير فاسد بالضرورة بهدف تطريتها كما أنها تعطيها نكهة طيبة)، أو على شكل شرائح ستيك مدقوقة، أو قطع بيف (شغل شوي بالفرن).
الكمية الفاسدة المعلن عنها هي عِجل برازيلي طازج تنقل من البرازيل مبردة في مرحلة ما قبل التجميد، وهذا الصنف يحتل موقعاً متوسطاً أعلى، حيث يعلوه العجل البلدي، بينما تقع أسفل منه عدة انواع منها: الهندي، و"المستورد" من دون جنسية معلنة أو "رضيع" من دون جنسية معلنة أيضاً، هذا إضافة الى باقي الأصناف المجمدة التي يتم تقطيعها بمنشار كهربائي على أن يتم اكتشاف محتواها في المنزل.
لقد أطلْت في الشرح لكي أصل الى أن كامل الكمية الفاسدة أخذت طريقها الطبيعي ومرت بعشرات ألوف البلاعيم والمعد والأحشاء، ومن المؤكد أن الأكّيلة تداولوا الكثير من عبارات الشكر والمديح: "كتير زاكي، يسلموا، هالشقفة من إيدي...الخ".
كاستنتاج أولي يمكن القول إن الأردنيين على صعيد لحم العجل ينقسمون الى عدة أقسام: منهم "مفجوعي لحم"، ومنهم "لا يعرفون طعم أفواههم" ومنهم "الطايح رايح".. وهكذا، ولكن القسم الأكبر يتمنون لو يكونون ضمن هؤلاء وفق قاعدة "المهم شُفنا اللحم". ( العرب اليوم )