الشكل قبل الجوهر: الانتخابات مثلاً

السطور التالية سوف تعالج جانباً شكلياً من العملية الانتخابية، وهو ذاك المتصل بالهيئة الخارجية للبطاقة الانتخابية.
 عموماً، يمكن ملاحظة حصول تراجع ملحوظ في المركز الاجتماعي لجميع البطاقات في جيوب الأردنيين. والواقع أن هذه الجيوب أصبحت مثقلة بالبطاقات إلى حد التخمة، وهو وضع مستجد تماماً. فقد اعتاد الأردني في السابق الاحتفاء بالبطاقات، حتى إن بعض المواطنين ظلوا يحملون جوازات سفرهم في جيوبهم، وقد غضبوا كثيراً من قرار وقف اعتماد الجواز كوثيقة إثبات واقتصار ذلك على البطاقة الشخصية.
 وبالعودة الى البطاقة الانتخابية الأخيرة، فهي حسب الوصف كبيرة نسبياً (7 في 12 سم)، وتكاد تبلغ ضعفي حجم البطاقة الشخصية، وهي وإن كانت من الكرتون ليست من الصنف شبه البلاستيكي المعتاد في البطاقات الوقور. وهذا يعني أنها تنطوي (بمعنة تنطعج) ولا تنكسر كما يحصل مع البطاقة الشخصية التي كانت تستعمل كبطاقة انتخابية، ورغم أن البطاقة الجديدة مغطاة بغلاف بلاستيكي، لكنه من النوع الخفيف بعكس البطاقة الشخصية التي يعد بلاستيكها "منها وفيها".
 قد يرد على هذا الوصف بأن البطاقة الانتخابية معدة للاستخدام لمرة واحدة، ولكن هذا الأمر يعد من الزاوية التي يعالجها هذا المقال مثلباً لا منقباً، فهو يضيف المزيد إلى ضعف هيبة هذه البطاقة، تماماً كما هو الحال في باقي الأدوات التي تستخدم لمرة واحدة، والتي تصنف عموماً ضمن ما يعرف بـ"الديسبوزابل" والتي تعد أقل هيبة من الأدوات متعددة مرات الاستعمال.
 قد يستخف بعضهم بالجوانب الشكلية للعملية الانتخابية مركزاً على جوهرها، ولكن أرجو الانتباه الى أنه في هذه الانتخابات بالذات قد ترتفع قيمة الشكل مقابل الجوهر، والله أعلم . ( العرب اليوم )