خلايا نائمة في الزعتري

تم نشره الأربعاء 29 آب / أغسطس 2012 12:26 صباحاً
خلايا نائمة في الزعتري
د. فهد الفانك


الذين زاروا مخيم الزعتري وأطلعوا على أحوال سكانه لاحظوا أن اللاجئين السوريين الموجودين فيه ليسوا لاجئين سياسيين ، وليسوا من أنصار النظام السوري أو خصومه ، فهم فقراء همهم الحصول على لقمة الخبز.
لم يأت ِ هؤلاء إلى الأردن خوفاً من بطش النظام ، فليسوا مستهدفين ، ولكنهم جاؤوا للحصول على الطعام والدواء الذي لا يستطيعون الحصول عليه في سوريا ، فهم بالتالي موجودون هنا لأسباب اقتصادية بحتة.
إذا كان الأمر كذلك فليس من مصلحة الأردن ولا من واجبه ولا يقع ضمن قدراته وإمكانياته أن يستقبل المزيد من هؤلاء اللاجئين ، بل ربما كان الواجب يقتضي إعادتهم إلى بلادهم بأسرع وقت ممكن.
التواجد السوري الكبير في مخيم الزعتري وفي جميع مدارس وشوارع وكراجات بلدات الشمال أصبح مصدر خطر أمني ، سواء من حيث الاعتداءات الفردية على الأشخاص والممتلكات أو التجاوزات المختلفة التي تؤدي إلى تذمر المواطنين ، أو من حيث إمكانية اندساس بعضهم من طرف أحد الفريقين المتصارعين أو كليهما ، كما دل اكتشاف خلايا نائمة في مخيم الزعتري تهدف للقيام بأعمال إرهابية لتصدير الثورة السورية.
السوريون الذين لم يقطعوا الحدود بل بقوا في أماكنهم لا يقلون حاجة للمعونات الإنسانية عن أولئك الذين ذهبوا إلى الأردن أو تركيا أو لبنان. ورعايتهم وتقديم المعونة لهم من واجب المؤسسات الدولية ، وليس من واجب الأردن الذي لا يملك الإمكانيات المادية للقيام بهذه المهمة الشاقة التي لا تخلو من مخاطر.
الحديث عن تقاسم لقمة الخبز وشربة الماء مع الشقيق السوري ، كلام جميل كإنشاء عربي صالح للنشر ، ولكنه ليس صالحاً للتطبيق وليس بناءً. والأردن لن يحصل على مكافأة معنوية للقيام بهذا الواجب ، بل يعرض نفسه للانتقاد لأن نوعية الحياة في المخيمات ليست مقبولة ، وستصفها الصحافة العالمية باعتبار أنها تقصير وفشل أردني في التعامل مع اللاجئين.
ما يجري في سوريا صراع دموي ، يبدو ظاهرياً كأنه صراع بين النظام والشعب ، ولكن الحقيقة أن أبواب جهنم فتحت على مصراعيها للمنظمات والعصابات الإرهابية ، والمخابرات الدولية ، والأصابع المحلية والأجنبية ، ومن المؤكد أننا لا نريد حصة من هذه النار التي تأكل الأخضر واليابس.
تدفق اللاجئين السوريين يفوق قدرة الأردن على الاستيعاب كما أقر الناطق بلسان الحكومة ، والأردن على كل حال ليس دولة مانحة ، وليس من واجبه تقديم المعونات الإنسانية لأية جهة كانت ، فكيف إذا كانت الجوانب الإنسانية مختلطة بالجوانب الإرهابية التي يجب أن يحمي الأردن نفسه منها بكل الوسائل.

( الراي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات