نخنوخ المصري .. جولة في عالم «البلطجة»!

بدأت قصة صبري “نخنوخ” المصري بسؤال وجّهه النائب عن حزب العدالة والحرية محمد البلتاجي الى وزير الداخلية قال فيه: “ما دور نخنوخ ورجاله وامثاله من عصابات البلطجة المنظمة الذين كانوا على علاقة بالنظام السابق واجهزته الامنية - في احداث ماسبيرو والبالون وبورسعيد وغيرها من المجازر التي راح فيها الشهداء” ثم اضاف “واذا ثبت لدى جهات التحقيق علاقتهم بهذه الاحداث فمن الذي كلفهم ووفر لهم الحماية ودفع لهم فاتورة هذه البلطجة.

منذ تلك اللحظة “دخل الرجل” في عش الدبابير، وتعرض لهجمة اعلامية شرسة، لكن “القضية” تفاعلت في اوساط السياسة والاعلام والفن ايضا، “فنخنوخ” ليس شخصا عاديا، وانما “امبراطور” بل هو بدرجة رئيس جمهورية” كما يقول عن نفسه، وفي اول اعترافاته في التحقيق ذكر بانه يملك مجموعة كبيرة من الاراضي والقصور، وان وزير الداخلية الاسبق “العدلي” كان يستعين به لادارة الانتخابات في المناطق التابعة لنفوذه، وذكر –ايضا- بان احدا لا يستطيع مواجهته، لانه “سيفضح الكبار” ولديه “الف عقل” والف ذراع ايضا.

قبل ايام اقتحمت الشرطة “فيلا” نخنوخ، وألقت القبض عليه بتهمة المتاجرة بالاسلحة والمخدرات، وعثر في منزله على 5 اسود كبيرة وشبلين واكثر من 20 كلبا متوحشا، كان يستخدمها لتخويف الاخرين، كما عثر على اسلحة وشبكة اجهزة لاسلكية مغلقة.

في اول تصريحاته اكد “نخنوخ” انه كان خارج مصر وعاد في اول ايام العيد من اجل توزيع الزكاة والصدقات واللحوم على الفقراء والمحتاجين واضاف بانه كان يستعد للخطوبة من فتاة لبنانية وان ما حصل معه هو “تصفية” حسابات من قبل “الاخوان المسلمين”.

من المفارقات ان بعض الفنانين والاعلاميين انحازوا الى “نخنوخ” واعلنوا انه كان “صديقهم” وكان يقدم لهم ما يلزم من دعم، فيما يعرف اغلبية المصريين ان الرجل كان “كبير بلطجية مصر” وانه كان لديه شبكة من “البلطجة” الذين وظفهم لحماية الملاهي الليلية قبل ان يدخل على “خط السياسة” ويتعهد بادارة عمليات “البلطجة” المنظمة اثناء الثورة.

المهم في القصة كلها ان “نموذج” نخنوخ الذي كشفته الثورات العربية لا يقتصر على النسخة “المصرية” وانما يمتد على الخارطة كلها، ابتداء من “الشبيحة” الذين ينتشرون دفاعا عن “الاسد” الى “البلاطجة” الذين جندهم صالح في اليمن .. الخ، لكن الظاهرة تبدو –ايضا- اعمق، اذ ان انهيار هيبة “الدولة” في ظل الفساد والاستبداد استدعت بروز “امراء” البلطجة –مثل امراء الحرب- مهمتهم حماية الانظمة، كما حصل مع “النخنوخ” الذي حرّك “هجانته” لقتل المتظاهرين في ميدان التحرير.

لا ادري اذا كان بمقدورنا ان نلتفت حولنا ونعثر بيننا على “نخنوخ” جديد.. سواء ارتدى “بدلة” السياسة او التجارة او غيرها.. انا لا استبعد ذلك.

( الدستور )