سورية في ضوء تجربة الشيشان

خلال تحضيري لدراسة حول البعد الإقليمي - الدولي للازمة السورية لاحظت أوجه تشابه مثيرة بين هذه الأزمة وبين تجربة الشيشان في تسعينيات القرن الماضي وهي التجربة التي عالجتها دراسة مهمة للدكتور أمين شمس الدين داسي عام ،2005 وفيما يلي ابرز ما ورد في هذه الدراسة التي تقع في حوالي 100 صفحة:-
1- الأهمية الاستراتيجية لمنطقة القوقاز في استراتيجية الصراع على قلب العالم (اوراسيا) ومجالاته الحيوية، وتشمل هذه الأهمية، خطوط وموانىء النفط والغاز بين ما يعرف بالبحار الخمسة، كما تشمل قضايا وصراعات إقليمية متنوعة (القضية الأرمنية والكردية والحساسيات التركية - الايرانية).
ومن المعروف ان القوقاز يضم الشيشان والانجوش (جمهورية ايتشكيريا) في اطار روسيا الاتحادية وجورجيا وارمينيا واذربيجان وداغستان وابخازيا واوستيا.. الخ.
2- التحضير الدولي للازمة الشيشانية بهدف تسريع تفكيك الاتحاد السوفييتي وروسيا الاتحادية في اطار وراثة قلب العالم.
3- تنوع الأساليب لهذه المؤامرة (المافيا وبنوكها)، والإعلام والأسلحة والدعم المالي والاطاحة بالحكم في الشيشان واستبداله بحكم قريب من الأمريكان والأتراك وجماعات (الجهاد الأمريكي).
4- تنوع ادوات المؤامرة من محافل الإسلام الأمريكي الناعم والوهابي وصناديقه المعروفة مثل (الصندوق الابراهيمي) وغيره والمنشورات والاذاعات والمعسكرات الصيفية، الى جماعات بيريزوفسكي الصهيوني مثل (احمد زكي ييف وعمر خامبيف وغيرهم) (هاربون الان في بريطانيا وفرنسا) الى دول مثل جورجيا واذربيجان وتركيا (سنتوقف عندها خصوصا) الى دول عربية قدمت وزراء (في حكومة التمرد) من اصل شيشاني كما خرج منها (مجاهدون) مثل خطاب (قتل).
5- فيما يخص الدور التركي كان الأخطر على هذا الصعيد نظرا للصراع التركي - الروسي التاريخي وقد تمثل هذا الدور بتدريب وارسال المقاتلين وجماعة (الجهاد الامريكي) والدعم العسكري والمالي والسياسي.
6- اما الحلقة الأبرز في كل هذا الصراع فهي تفجير الأوضاع في الشيشان وصولا لتشكيل (المجلس الوطني) ثم السلطة برئاسة جنرال منشق سابق هو دوداييف وذلك عام 1991 الذي تبين انه من اصول يهودية جبلية داغستانية ومقرب من المافيا اليهودية في موسكو نفسه، وقد قام جنوده بالاعتداء على القوات النظامية ومؤسسات الدولة وفتح الشيشان امام نفوذ المخابرات الامريكية والاسرائيلية والتركية وامام الجماعات الوهابية التكفيرية وبهدف تفكيك روسيا الاتحادية وضرب خطوط النفط والغاز الروسية.
وكما قتل معظم قادة الجماعات الارهابية فقد انتهى دوداييف من التمرد سوى جيوب صغيرة هنا وهناك وتمكنت السلطة المركزية الحليفة لموسكو من إعادة سيطرتها على البلاد وترميم ما هدمته الحرب بعد خسائر كبيرة في الأرواح والمؤسسات، فضلا عن مقتل الآف الأجانب والعرب من جماعة (الجهاد الأمريكي) .
( العرب اليوم )