ما وراء الشراكة بين القطاعين

تم نشره السبت 01st أيلول / سبتمبر 2012 01:20 صباحاً
ما وراء الشراكة بين القطاعين
د. فهد الفانك

 

الشراكة بين القطاعين العام والخاص شعار جذاب ردده الكثيرون سواء كانوا في الحكم أو دوائر الأعمال ، وهم يقصدون به أموراً مختلفة ، ويريدون تمرير مقاصدهم الحقيقية في ظل شعار جميل يأخذه الرأي العام بشكل إيجابي.
أحد المعاني التي تخطر بالبال هو أن يتم اتخاذ القرارات الهامة بالتفاهم والتوافق بين الحكومة وقادة القطاع الخاص من صناعة وتجارة وخدمات بحيث تأتي القوانين مطابقة لمصالح الجانبين.
هذا المفهوم يعني عملياً أن من حق رجال الأعمال وأصحاب المصالح الخاصة أن يشاركوا الحكومة في رسم السياسات وصنع القرارات ، لكن هذا المفهوم يصطدم مع مبدأ الفصل بين الإمارة والتجارة ، خاصة وقد ثبت أن إستيلاء التجار ومدراء البنوك والشركات على المناصب الوزارية أعطى نتائج كارثية وصار الحوار بين القطاع الخاص والقطاع الخاص!.
ومن معاني هذا الشعار أن تحدث المشاركة في إقامة المشاريع بحيث يسهم القطاع الخاص والحكومة في تأسيس شركات إنتاجية ، وهو أسلوب سبق تجربته فنجح مؤقتاً عندما كانت مساهمة الحكومة في شركة ما تعزز الثقة بها ، ثم فشل فشلاً ذريعأً واصبح وجود الحكومة في شركة إيذاناً بسوء إدارتها وتحولها إلى مزرعة للمحاسيب. في هذه الحالة المطلوب ليس المشاركة بل فك الاشتباك بين القطاعين ، فالحكومة تحكم باسم المصلحة العامة ، ورجال الأعمال والمستثمرون يريدون ما يحقق المصالح الخاصة.
يبقى المفهوم الأساسي للشراكة بين القطاعين العام والخاص ، والذي توجد مسودة قانون لتشريعه ، وهو المعنى الحقيقي المقصود بهذه الشراكة. وقد قصد به حماية الهيئة التنفيذية للتخاصية من الحل لانتهاء مهماتها ، وذلك بالبحث عن دور جديد لها هو الإشراف على مشاريع الشراكة بين القطاعين.
بموجب هذه الشراكة تقام مشاريع اقتصادية تكفل الحكومة أرباحها عن طريق الالتزام بشراء منتجاتها أو خدماتها بسعر مجز ، وتغطي خسائرها أو تحول دون حدوثها على أن يقوم القطاع الخاص بتمويلها وتنفيذها وإدارتها وجني ثمارها ، فالمقصود مشاريع مخاطرها على الحكومة أي على دافعي الضرائب ، وأرباحها للمستثمرين الذين لا يتحملون أية مخاطر.
الأمثلة عديدة ومنها شركة الكهرباء المركزية التي لا تتحمل فروقات أسعار المحروقات وتبيع إنتاجها للحكومة بسعر محدد ، ومشروع القطار الخفيف الزرقاء-عمان حيث تتعهد الحكومة بدفع أجور المقاعد الخالية!!.(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات