احرث وادرس!

تم نشره الأحد 02nd أيلول / سبتمبر 2012 01:29 مساءً
احرث وادرس!
احمد حسن الزعبي

منذ مساء الخميس وأنا أعدّ العدة لهذا اليوم التاريخي ! .. حقائب انتقيتها بعناية مرسوم عليها كل من رحمة «سبونج بوب» والمغفور له «بات مان»..جرابات ملونة ومحزّزة جهة الرقبة ، تلزيم عطاء تجديد أسطول الغيارات الداخلية لمرتبات الصف الثالث والصف التمهيدي لأحد محلات الألبسة القريبة ، دفاتر بأحجام مختلفة ، جلّيد شفاف ،أقلام رصاص ، وبرّايات «شفّاطة» ، محّايات «بتشحبرش»،  طُبع، دفاتر رسم ، أقلام تلوين ، خبز حمام، مرتديلا، جبنة «أبو الولدين وبنت»..وغيرها.
منذ أسبوع وأنا أروض نفسي لهذا اليوم الصعب ..حيث سنصحو على تزمير الباصات البرتقالية، ونسمع صدى بكاء أولاد الروضة في مداخل البنايات ، وسنمرّن عيوننا على رؤية رؤوس صغيرة وأسنان سوداء وأخرى «مشلّعة» تطل من شبابيك باصات الكوستر ومشاعر الأسر والاعتقال بادية عليها، كما سنعوّد آذاننا على تهديدات الوالدين لاخر العنقود المِحْرن « والله واللي اسمه الله هسّع بطا على رقبتك اذا ما بتروح ع المدرسة»...كما  سنأخذ نصيبنا –بدءا  من هذا اليوم - من الوقوف على الطابور الصباحي في باب الحمام ، والبحث عن فرشاية «الكنادر» و»الزحلقة» بالمياه المسكوبة تحت المغسلة الداخلية..كما هيأت نفسي تماما لاشتمام رائحة «الابواط» القادمة من يوم مدرسي طويل، ورؤية الجوارب المبعثرة ، والبناطيل المقلوبة ، والحقائب المرمية خلف الباب بطريقة لا تخلو من العقاب.
هذه الكركبة السنوية لا تزعجني كثيراً ، فهي جزء من «منيو» الحياة الثابت الذي نتناوله بانتظام ، لكن ما يزعجني حقاً..هو تورطّي بتشجيع الاولاد على الدراسة والاجتهاد وإغرائهم بالحياة الكريمة والمناصب الجاهزة والمستقبل الزاهر ، بينما أنا اعرف بقرارة نفسي ان المستقبل زي «الكحل»... كما لا ادري ان كانوا سيسامحونني  بسبب ممارستي التدليس عليهم بضرورة التفوق والاجتهاد والإخلاص .. اذا ما اكتشفوا  زيف ادعائي ومساهمتي في تضييع وقتهم لاحقاً...وادركوا ان ابن الوزير وزير وابن الحرّاث «حرّاث» وابن الكندرجي « كندرجي» بأدنى مربوط الدرجة الخالصة!..
اقول للمليونيّ طالب الذين توجهوا الى مدارسهم صباح اليوم  بعيون وقلوب وآمال وطموحات كبيرة .. ابنائي الأحبة...يا منتسبي أكاديمية « احرث وادرس لــعمك «بطرس» العريقة ...كل ما أتمناه لكم في سنتكم الدراسية الجديدة ان  يكون «بطرسكم» أشوى شوي من «بطرسنا».. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات