سوريا الأفغنة والصوملة!

«أفغنة» سوريا – من افغانستان – او صوملتها – من الصومال – هي النتيجة النهائية لاستحالة الحل السياسي:
- فحين يفشل النظام في القمع الدموي للمعارضة.
- وحين تفشل المعارضة في الاطاحة بالنظام.
وقتها، تصبح سوريا الدولة هي التي تدفع الثمن لأن انقسامها سيكون حتمياً بين الفريقين المتحاربين، وستكون ابوابها مشرعة لكل الدول الكبرى والاقليمية لتمارس صراعاتها على الارض السورية، بدل حروب منهكة قارفتها اميركا في افغانستان والعراق، وحاول الاتحاد السوفياتي والاتحاد الروسي ممارستها في البلقان!!.
حتى الآن، نجح اوباما في الحد من جنون القوة الاميركي، رغم خيبة بعض السياسيين العرب من ادائه في الموضوع الفلسطيني، وقد يدفع الرئيس ثمن ذلك في مواجهة هجوم اليمين الاميركي الجمهوري الذي كان راضياً كل الرضى على سياسات جورج بوش، وخرج من البيت الابيض بكارثة اقتصادية، فالكلام الذي يوزعه المرشح الجمهوري رومني عن عقم سياسة اوباما وفشلها في العراق وايران وافغانستان وسوريا, ليس اقل من تأهيل المجتمع الاميركي والاوروبي لسياسة هجومية عسكرية عدوانية على هذه المنطقة.
هناك من المحللين السياسيين من يضع رهانه على الدور الذي سيقوم به الاخضر الابراهيمي بين سوريا النظام وسوريا المعارضة, لانه اوضح منذ البداية ان خطته هي مصلحة الشعب السوري. والرجل, رغم حرصنا عليه, صاحب تجربة ناجحة في لبنان وغير لبنان, وكنا وقتها نحذر من «بلقنة» لبنان وكان, وحده, مطمئناً الى نجاح اللبنانيين في الطائف.
الان جاء دور الطائف السوري, وهذا ما تؤمن به عمان, وفات الجميع الذين يراهنون على المال, والسلاح, والفضائيات ان هناك شعوبا مختلفة. وان المخرج من انهاك النظام السوري والمعارضة السورية ليس المزيد من الانهاك وانما الحوار والعقل. فلا يوجد حاكم افضل من شعبه, ولا توجد معارضة اثمن من الوطن ومصالحه ومصيره. وحين نطرح في الداخل مبدأ الحوار, وتبقى «المعارضة» في الشارع فاننا نستبق كل ما يجري في انحاء كثيرة من الوطن!! ونوفر على بلدنا الصدام ولو في شارع صغير حول المسجد الحسيني.
سوريا مقبلة على كارثة اذا لم يضع بشار الاسد عقله في رأسه، ويدرك ان نظامه حتى لو هزم المعارضة عسكرياً هو نظام مات ولفظ انفاسه الأخيرة، واذا لم تدرك المعارضة ان عقلية المعارضة من خارج الوطن لا يدفع كلفتها الا الوطن في الداخل، ولعل نفس الاخضر الابراهيمي الرضية تجد متسعاً من الطرفين!! 0 الرأي )