سياسة إهدار الطاقة

تم نشره الإثنين 03rd أيلول / سبتمبر 2012 12:50 صباحاً
سياسة إهدار الطاقة
د. فهد الفانك

تحتل ازمة الطاقة في الأردن المقـام الأول في دواعي القلق الاقتصادي ، حتى اكثر من أزمة المياه ، وتأتي من الناحية اللفظية على رأس اهتمامات الحكومات المتعاقبة ، ومع ذلك فإن الجاري عملياً هو سياسة إهدار الطاقة دون حساب ، وكأننا بلد منتج ومصدر للبترول. وفي هذا المجال يطبق الأردن
الثقافة الخليجية.


مستوى استهلاك الطاقة له علاقة بمستوى الإنتاج الاقتصادي ، ويجب أن يسير معه يداً بيد. وفي البلدان التي تطبق سياسة توفير الطاقة أمكن إنتاج كمية أكبر باستهلاك طاقة أقل.

على العكس من ذلك فإن معدل استهلاك الطاقة في الأردن يفوق معدل النمو الاقتصادي ويسبقه ، وعندما يكون النمو الاقتصادي 3% كما تدل الحسابات القومية فإن استهلاك المحروقات يرتفع سنوياً بمعدل 4 إلى 5 بالمائة ، واستهلاك الكهرباء 7 إلى 8 بالمائة كما يقول خبير الطاقة الدكتور هشام الخطيب.

بموجب أرقام علمية فإن إنتاج ما يعادل مليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي في أوروبا يحتاج لاستهلاك 130 وحدة مكافئ نفطي ، في حين أن إنتاج نفس الكمية في الأردن يحتاج لاستهلاك 210 وحدات ، أي أن هناك هدراً بمعدل يناهز 60 بالمائة. والنتيجة أن هناك هامشا واسعا لتوفير ثلث الطاقة المستهلكة ، ولكننا لا نفعل شيئاً بهذا الاتجاه.

فيما عدا بنزين السيارات أوكتين 95 ، فإن جميع المشتقات النفطية مدعومة ، أي أن الحكومة تنفق من المال العام لحفز المزيد من استهلاك الطاقة ، في حين أن بلدان متقدمة تفرض على المحروقات ضريبة الكربون لتقليل الاستهلاك وحفز التوفير من جهة ، وحماية البيئة من ثاني أكسيد الكربون الذي يسمم الأجواء من جهة أخرى.

لا غرابة والحالة هذه أن ترتفع مستوردات الأردن من البترول والمشتقات النفطية ، ليس من حيث الأسعار فقط ، فهذا ما ليس لنا سيطرة عليه ، بل من حيث الكميات أيضاً ، مما يفاقم نقطة ضعف أساسية في الاقتصاد الأردني تتمثل في اتساع فجوة العجز التجاري ، وزيادة الضغط على ميزان المدفوعات ، دون أن يؤدي ذلك إلى قرع جرس الخطر واتخاذ إجراءات صارمة للحد من المشكلة.

خبراؤنا ملأوا الدنيا شعارات حول الطاقة المتجددة ، والطاقة النظيفة ، والمصادر الطبيعية للطاقة ، وتحدثوا عن أوضاع للطاقة قابلة للاستمرار ، كما تحدثت الحكومة عن حوافز ومزايا وإعفاءات سخية لأعمال إنتاج الكهرباء من الرياح أو الشمس ، ومع ذلك يشكو المستثمرون في هذا المجال من العقبات ، ونسمع جعجعة ولا نرى طحناً.

( الراي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات