كيف نكافح تلوث الهواء والضوضاء ؟

أزمة المرور الخانقة خلال فصل الصيف في العاصمة تحديدا وبعض المدن الرئيسية الأخرى وانتشار المصانع والمعامل الحرفية بين المناطق الآهلة بالسكان في العديد من المناطق، يطرح تساؤلا مشروعا حول مدى التلوث الذي أخذ يصيب الأجواء الأردنية منذ سنوات ليست قليلة، وفيما إذا كان الهواء الذي يتنفسه الأردنيون على درجة معقولة من النقاء الصحي أم انه يتعرض إلى ملوثات شتى تستدعي مراقبة ما يجري وتأثيراته على صحة المواطنين وسلامتهم ! .
إعلان وزارة البيئة قبل أيام عن انشاء وتجهيز اثنتي عشرة محطة ثابتة لمراقبة نوعية الهواء بواقع سبع محطات في عمان وثلاث في الزرقاء واثنتين في اربد بتكلفة حوالي مليوني دينار، يمكن ان يكون خطوة أولية نحو مراقبة مستوى التلوث الذي يصيب الأجواء الأردنية خاصة في عمان وما حولها، لان الغيوم السوداء بدأت تشاهد بوضوح فوق الشوارع الرئيسية المكتظة بحركة المركبات على اختلاف أنواعها حين يصل الزحام إلى ذروته، بالإضافة إلى انتشار واضح للدخان والغازات المنبعثة من المداخن في المواقع الصناعية والحرفية ! .
هذه المحطات التي ينتظر ان يتم تشغيلها بكامل تجهيزاتها لغاية الفحص القياسي خلال مطلع العام المقبل، من المفترض فيها ان تتولى مهمة رصد نوعية الهواء المحيط وقياس تراكيز الملوثات الغازية والاغبرة، بما يتيح مراقبة مستويات التلوث في المناطق التي تشهد نشاطا صناعيا وتجاريا بشكل دوري ويومي للوقوف على مدى توفر الشروط البيئية الملائمة، وإذا ما تم تكامل ذلك مع انشاء خط اوتوماتيكي لفحص عوادم المركبات بالتنسيق والتعاون فيما بين وزارة البيئة ودائرة ترخيص السواقين والمركبات في مديرية الأمن العام، نكون أمام تنفيذ مشروع بيئي يعد ضرورة وطنية منذ زمن بعيد ! .
من جانب آخر فان الضوضاء أخذت هي الاخرى تصل إلى معدلات قياسية تؤدي الى تلوث سمعي له مخاطره أيضا على الصحة العامة، من خلال الضجيج الذي لا يكاد يهدأ في معظم الشوارع والأحياء السكنية من مكبرات الصوت التي تصم الأسماع وتبث ما هب ودب من فنون الإزعاج اليومي، لهذا فان الحملة المرورية والتوعوية التي بدأتها ادارة السير المركزية قبل يومين والهادفة إلى مكافحة ظاهرة استخدام مضخمات الصوت من قبل بعض سائقي المركبات والدرجات النارية، يمكن اعتبارها مبادرة تستحق التقدير من اجل محاصرة العوامل المؤدية إلى إزعاج واقلاق راحة المواطنين ولما لها من آثار سلبية من الناحيتين البيئية والمرورية معا، حين يقوم بعض المستهترين بتركيب مضخمات صوتية على عوادم المركبات او تعمد تعطيلها بغية لفت الأنظار واثبات الوجود غير المبرر ! .
مراقبة تلوث الهواء والضوضاء في الأجواء الأردنية هي مهمة بحد ذاتها، إلا ان ما هو اهم منها هو اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحد من الأخطار المترتبة على ذلك، فالعديد من القوانين متشددة في عقوباتها على المخالفين في مجالات التلوث الجوي والصوتي ومنها قانونا البيئة والسير، لكن الملاحظ ان العديد من مصادر مثل هذه الأوبئة الثابتة والمتحركة تمارس فنونها التلوثية تحت السمع والبصر والشم في معظم الأحيان ! . ( العرب اليوم )