برافو محمد مرسي !!

لطالما كنت رافضا للعلاقات السلبية على الاقل في الحياة الاجتماعية العامة ، فما بالك في العلاقات الدبلوماسية او السياسية ، فقد كنت استشيط غضبا من خروج زعماء او ممثلي او مندوبي الدول العربية لدي الجمعية العامة للامم المتحدة لمجرد صعود ممثل اسرائيل المنصة لالقاء كلمة تلك الدولة المغتصبة .
في المشهد الاعلامي العالمي في الستينات والسبعينات وحتى اخر الثمانينات من القرن الماضي ، كان المشهد ليس لصالح عدالة القضية العربية مع اسرائيل وتحديدا الفلسطينية منها ، فقد كان السؤال في اذهان الغرب الاوروبي واميركا ، لماذا يهرب العرب امام مندوب اسرائيل في منظمة تضمهم معا ؟ وكان الجواب بدون اي اطلاع على حقائق الامور ان العرب ضعفاء لا يملكون المنطق للرد على اسرائيل ، وهو ما كان يضع اسرائيل في موقعين متميزين الاول انها محاصرة ومضطهدة من عالم عربي معادي ، والثاني ان هؤلاء العرب لا يملكون حتى المنطق للرد على الخطاب الاسرائيلي .
لقد استحضرت هذا المشهد خلال متابعتي لمجريات قمة عدم الانحياز في طهران ، وبخاصة من خلال الحضور الجريئ والمتميز والتاريخي للرئيس المصري محمد مرسي الذي فجر القمة من الداخل واحال ايران واهدافها الى رماد حين فرض اجواء التعاطف والانحياز لصالح دماء الشعب السوري ضد نظامه القمعي – الدموي في ظل حرص ايراني غير عادي على تحويل تلك القمة الى مشروع للتعاطف مع النظام ، وتحديدا بعد الكلمة التى تحدث فيها خامنئي عن القتل الممارس ضد الشعب الفلسطيني مع تجاهله التام لدماء الشعب السوري في محاولة غبية لخلق ستار معتم ومضلل يغطي جرائم حليفه بشار الاسد
متناسيا ان اسرائيل متساوية قانونيا واخلاقيا مع اي حاكم عربي يقتل شعبه من اجل البقاء في الحكم مثلما هي تقتل لتستمر في اغتصاب ارض وحرية الفلسطيني .
من ردود الفعل العاجلة والمسكونة بالازمة قام الاعلام الايراني الرسمي بتزوير غير واعي وبطريقة مأزومة
بأن قام التلفزيون الحكومي الايراني خلال بثه المباشر لأعمال المؤتمر بإخفات صوت مرسي عند وصفه النظام السوري بـ"القمعي"، واستبدل بشكل علني ومكشوف اسم البحرين بسوريا.
ضمن مبدأ " الريس " مرسي كان من الممكن ان يجعل حضور خادم الحرمين لقمة طهران وشرح علاقة العرب بايران ودور هذه الدولة في " تخريب " الاستقرار ، بمثابة قنبلة تفجر القمة وتلغي اهدافها الايرانية ، وكان ممكن لحضور جلالة ملك البحرين والتحدث صراحة عن التدخل الايراني بالبحرين بالوقائع والتفاصيل وتسليم القمة تقريرا لتلك التفاصيل ، فضح طهران وسلوكها وعدم جدارتها لاستضافة قمة اسمها قمة عدم الانحياز ، كما ان حضور رئيس دولة الامارات العربية المتحدة سمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان وتقديمه مداخلة تاريخية عن الجزر الاماراتية والاحتلال الايراني لها ، كان سيقوض اية مصداقية لايران تلك الدولة التى تدعى الدفاع عن فلسطين والقضايا العربية .
علينا ان نغير قواعد المواجهة وعلينا فهم لعبة السياسية ومع دول مثل اسرائيل وايران . ( الرأي )