دعم الفنان الأردني

عبارة أصبحنا نسمعها كثيرا نحن معشر الإعلاميين في الأردن حول دعم الفنان الأردني وضرورة الوقوف بجانبه، وكأن الإعلاميين الأردنيين تخلوا عن فنانيهم ولم يدعموهم، هذه الأسطوانة صارت مشروخة نظرا لأن واجب الإعلامي دعم الفنان والمبدع خاصة ابن بلده فالجميع في مركب واحد وإن ارتفع مستوى الفن فإنه بالتأكيد سيجاريه دعم إعلامي..
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما مفهوم الدعم الإعلامي هل يكون باختراع الأخبار والإنجازات غير الموجودة طبعا لا، وإنني أستغرب حال الفنانين الذين يكثرون من التصريحات والمقابلات ولا يقدمون أي عمل فني وإنما فقط المطلوب نشر صورهم ووجودهم عبر وسائل الإعلام، والداهية الكبرى وأخطر هي المطالبة بنشر أخباز وإنجازات وفعاليات غير حقيقية، وإذا ما تمت مناقشتهم في ذلك يرفضون ويغضبون وعندها نسمع ضرورة دعم الفن والفنان الأردني. ويزداد الأمر سوءا أنك لو انتقدت فنانا أو عملا يغضب الكثيرون وتسمع أسطوانة أخرى بأننا أعداء الفن الأردني، فالمطلوب من الإعلامي أن يمدح فقط ولا ينتقد أو يظهر الحقيقة خاصة في حال الأخبار الخيالية وغير الحقيقية..
لكن في الوقت نفسه فإن من واجب الإعلام الأردني دعم الفنان الأردني المبدع والذي يحقق ما نفخر به حاله حال أي مبدع أردني في مختلف المجالات. فنحن نسعد حين نرى أبناء هذا الوطن يتألقون ويرفعون الرايات عاليا..
ولطالما أشدنا بالأعمال الأردنية التي حققت الإنجازات والجوائز وحظيت باحترام الجميع في الداخل والخارج، كما أننا سعداء بتألق نجومنا هذا العام وفي الأعوام السابقة عبر الشاشات العربية في الوقت الذي جوبه به الإعلاميون الأردنيون والإعلام الأردني بنكران الجميل والهجوم عليهم من قبل بعضهم حتى ينالوا الرضا من وسائل الإعلام العربية في الوقت الذي لقوا به الدعم من إعلامي بلده وهم في وطنهم أو خارجه. وفي الوقت نفسه فإن الغالبية العظمى من فنانينا كانوا عند حسن الظن في فنهم وتصريحاتهم ولم ينكروا الجميل. على العموم فإن المثل العربي يقول"إرضاء الناس غاية لا تدرك". ( العرب اليوم )