التأثيم في نقد الزعيم!

تم نشره الخميس 06 أيلول / سبتمبر 2012 01:27 صباحاً
التأثيم في نقد الزعيم!
حلمي الاسمر

تغريدة صغيرة نشرها الدكتور سلمان العودة على موقع تويتر، تثير قريحة هارون ي. زيلين زميل ريتشارد بورو في برنامج خاص للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن، فيكتب مقالا طريفا حول اعتناق السلفيين لمبدأ الديمقراطية، كتب العودة يقول: «قد لا تكون الديمقراطية نظاماً مثالياً، لكنها الأقل ضرراً، ويمكن تطويرها وتكييفها لكي تستجيب للاحتياجات والظروف المحلية» العودة كما يبدو استلهم مقولة تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الراحل عندما قال: «يُقال إن الديمقراطية هي أسوأ أشكال الحكم باستثناء جميع الأشكال الأخرى التي تمت تجربتها»..

 حسبما يرى هارون زيلين، وهو مختص بالبحث عن كيفية تكيف الجماعات الجهادية مع البيئة السياسية الجديدة في عصر الانتفاضات العربية وعلى السياسة السلفية في البلدان التي تنتقل إلى الديمقراطية، تغريدة العودة لها دلالة بالغة الدلالة، في انخراط الحركة السلفية، ومن قبلها جماعة الإخوان المسلمين، في العملية السياسية وعملية التغيير الديمقراطي السلمي في البلاد العربية..

حسنا، هذا ليس موضوعنا على نحو محدد، لفت نظري في سياق متابعتي لتسلم إسلاميين للسلطة في غير بلد، مدى تحمس مريديهم لهم ومدى انتصارهم لهم، ظالمين أو مظلومين، حتى أنك لم تعد تستطيع أن تنتقد زعيما إسلاميا دون أن تدخل في دائرة «التأثيم» ولا أريد أن أقول «التكفير» وهدر الدم، هذا ببساطة شديدة مناقض لأبسط قواعد الديمقراطية وتداول السلطة، ناهيك عن تصادمه الشديد مع أبسط مبادىء الإسلام، الذي أضفى البعد البشري على نبيه صلى الله عليه وسلم، فما بالك بخلفائه وأتباعه، وأتباعهم؟

مرسي مثلا، زعيم سياسي ورئيس دولة منتخب «ديمقراطيا» وليس شيخ طريقة، ولهذا معارضته ليست معصية، بل هي واجب، وعين الرضى عن كل عيب ليست كليلة في السياسة لأن السياسة ليست حبا، بل هي فن الممكن، وفن الممكن حمال أوجه، واحتمالات الخطأ فيه واردة بقوة، هذا الأمر ينقلنا مباشرة إلى مقولة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبي بكر رضي الله عنه:

 إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، وكررها مرسي غير مرة في بدايات تنصيبه رئيسا لمصر، فقال: لقد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني.. أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم، كل هذا يعني أن أبناء الشعب ليسوا مريدين، والزعيم ليس شيخا، يقلب المريد بين يديه كما يقلب الرجل الميت وهو يغسله!

ما عانت منه دول بهذا الشأن، عانت منه تنظيمات إسلامية وغير إسلامية، لاحقت أعضاءها بسبب نقدهم لـ «شيوخ» التنظيم، بوصفه تمردا على الطاعة، ومناهضة لولي الأمر، وكم سمعنا عن ملاحقات تنظيمية لأعضاء متمردين، لم يؤجروا عقولهم كمريدين!

تأليه الزعيم، وتصنيمه، جاهلية مستعصية، مرفوضة، سواء ارتدت لبوسا دينيا أو دكتاتوريا، أو قانونيا، فلا عصمة إلا لنبي، ولا أحد فوق النقد والمساءلة، مهما علا شأنه، وأي تشريع أرضي يصادم هذه المفاهيم البالية مصيره إلى زوال، فهذا عصر الشعوب!


 ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات