وباء .. أسمه الدروس الخصوصية !
![وباء .. أسمه الدروس الخصوصية ! وباء .. أسمه الدروس الخصوصية !](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/17165.jpg)
ظاهرة الدروس الخصوصية تفشت بين الطلبة واضحت عدوى لا يكاد يسلم منها إلا القلة من الاسر الاردنية الامر الذي يحتم علينا دق ناقوس الخطر و بقوة ويجعلنا نطرح اسلئة استنكارية على كل من له علاقة بالعملية التعليمية .
لماذا أغلب الطلبة وحتى من هم في المرحلة الابتدائية باتوا يلجؤون إلى الدروس الخصوصية ولا يعتمدون على مدارسهم؟؟ هل الخلل فيهم وفي تدني مستوى الفهم والاستيعاب لديهم؟ أم إن المناهج معقدة وتحتاج إلى مساعدة إضافية لفك طلاسمها؟ أم إن المشكلة تتعلق بالمدرسين وطرق تعليمهم؟
لقد تحول التعليم إلى عبء وكابوس مخيف يجثم على نفوس الاسر الاردنية و بدلا من تذوق العلم والتشوق للمعرفة وتعلم كل ما هو جديد، تحول الطلبة الى حالة من التشتت والضياع ..! صباحاً في المدرسة وظهرا أومساء بالدورات والدروس الخصوصية فينهون يومهم منهكين لا حول لهم ولا قوة حتى على مراجعة ما أخذوه من معلومات .. مما يؤزم نفسياتهم ويوترهم ذهنيا وعصبيا وجسديا .
لقد حول الكثير من المدرسين مهنتهم الإنسانية الأخلاقية إلى نوع من ( البزنس ) لزيادة الدخل وجمع المزيد من الأموال، ضاربين عرض الحائط بمصلحة الطالب ومستقبله .. فكم من الطلبة الذين يشتكون بأنهم لا يفهمون على مدرسيهم بينما الوضع يختلف تماماً في الدروس الخصوصية وتصبح درجة الفهم عشرة على عشرة، مع العلم أن الطالب نفسه والمدرس نفسه فماذا اختلف؟
بالطبع نحن لا نعارض فكرة تحسين أوضاعهم ودخولهم في ظل الظروف الحالية خاصة أن رواتب الكثيرين منهم لا تكفي، لكن لا أن يتم ذلك على حساب الطلاب، فبعضهم يتبع أسلوب الغموض بالشرح ويقلل من درجة الاهتمام وذلك لجذب الطلاب لهذه الدروس وهنا تكمن نقطة الخطورة فهذا عمل لا أخلاقي ومرفوض تماماً .دون شفقة او رحمة بحق الاسر التي لا تستطيع توفير نفقات الدروس الخصوصية ؟ ولابد من التنويه إلى أن الدروس الخاصة قديمة وكانت تتم لمادة أو مادتين لكن أن تصبح لجميع المواد فهذا غير مقبول أبداً، وبالتالي لا بد من الاعتراف أن هنالك مشكلة في مدارسنا العامة ويجب أن نبحث عن الأسباب لحلها وتداركها قبل تفاقمها أكثر فأكثر، ولن ينفعنا دفن رؤوسنا في الرمال، فأن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.
وشخصياً اقتراح ضرورة تحسين دخل المعلمين كي لا يضطروا لطرق أبواب أخرى والعمل على منعهم من التريس خارج مدارسهم والنقطة الأهم المراقبة الدقيقة لأدائهم في مدارسهم ومعاقبة كل مدرس يخل بالأصول التعليمية .