من «رباعية مرسي» إلى «ترويكا نجاد»

تم نشره الجمعة 07 أيلول / سبتمبر 2012 01:00 صباحاً
من «رباعية مرسي» إلى «ترويكا نجاد»
عريب الرنتاوي

مجموعة الاتصال الرباعية التي اقترح تشكيلها الرئيس المصري محمد مرسي، لن توفر لطهران “البضاعة” المطلوبة...سيما بعد المواقف “الحاسمة” التي أطلقها الرئيس “الإخواني” ضد النظام السوري، ودعواته المتكررة لرئيسه بالرحيل والتنحي...هنا سيجتمع ممثلو القوى الإقليمية الأربع والأكثر نفوذاً...هنا لا “هوامش للمناورة” أمام إيران، ثلاث دول من أصل الدول الأربعة، تلتقي حول “التنحي” و”الرحيل”، وترى بخلاف ما ترى إيران، ترى في دمشق رؤوساً قد أينعت وحان قطافها.

ستستجيب إيران لدعوة مرسي إن وجهت إليها، وستجلس على مائدة “الرباعية الإقليمية” الجديدة، فليس من عادة إيران أن تهرب من مواجهة الأصدقاء والخصوم، ودبلوماسيوها باتوا خبراء وأستاذة في فن إدارة الوقت وتقطيعه، وفي “المفاوضات من أجل المفاوضات”، بدلالة المفاوضات الماراثونية حول برنامجها النووي، التي بدأت منذ سنوات، ولم تصل إلى أية نتيجة بعد.

لكن “الدبلوماسي الإيراني” سيكون أكثر ارتياحاً في مكان آخر....على مائدة “الترويكا” التي تشكلت في أعقاب قمة عدم الإنحياز الأخيرة في طهران، من الرئاسات الثلاثة للحركة: السابقة والحالية واللاحقة، أي من مصر وإيران وفنزويلا، سيكون لإيران صوت أعلى و”أوزن”.

“رباعية” مرسي لن تترك لإيران هوامش مناورة واسعة...السعودية تريد تفكيك محور إيران وهلالها، وفي نفوس قادتها شيء من “أنصاف الرجال”...أردوغان يريد أن يدخل المسجد الأموي كما دخله أسلافه أول مرة، وأن يتلو ورفاق حزبه صلاة الشكر لله على رحيل الأسد ونظامه...أما الدكتور مرسي القادم من رحم الإخوان “المقاتلين” في سوريا، فإنه لن يتردد في القاهرة، في قول أضعاف ما قاله في طهران...إذن، هامش المناورة ضيق، ومساحة الإتفاق محدودة.

“ترويكا” نجاد، توفر مجالاً أرحب لممارسة لعبة الذكاء والإرجاء الإيرانية...هنا ستتبدل المواقع...الدبلوماسي المصري سيواجه نظيرين متفقين ومتحالفين في الحرب ضد الإمبريالية والإستكبار...وهي حرب تقترح لسوريا ونظام الأسد مكاناً محورياً على خطوطها الأولى...بخلاف الحال في “رباعية” مرسي، حيث سيكون الدبلوماسي الإيراني كما “اليتيم على مائدة اللئام”، وبصورة ستذكره حتماً باجتماعات زملاءٍ له مع مجموعة (5 + 1).

من سوء طالع الدبلوماسية الإيرانية، أن “رباعية مرسي”، هي الأفعل في معالجة الملف السوري من “ثلاثية نجاد”..بل يمكن القول أنها الإطار الأكثر ملاءمة وقدرة على معالجة الملف السوري...لا قيمة مضافة يمكن لفنزويلا أن تضفيها على حركة الأزمة السورية وحراكها، سلماً أم حرباً...لا قيمة لهذا الإطار خارج الإطار المعنوي والأخلاقي...وستكتشف طهران أن رئاستها لقمة عدم الإنحياز، لن تزيد أو تُنقص من دورها ونفوذها على الأرض، وأن المسألة برمتها تندرج في سياق “حرب الصورة والعلاقات العامة” لا أكثر ولا أقل.

إيران لا شك تدرك ذلك تمام الإدراك...ربما هي الآن في مرحلة إعادة “تقدير الموقف”...ربما هي بصدد التفكير في إنفاذ “الخطة ب”...فالنظام في دمشق، لم يعد مقبولاً من أحد، واستمرار التنطع لحمايته وتعويمه، بات حملاً ثقيلاً على الدبلوماسية الإيرانية، التي لن تمانع أبداً في “التخفف” منه، وإلقائه عن كاهلها، إن توفرت لها بدائل تحفظ لها “حداً أدنى” من مصالحها في المنطقة.

هنا، تكتسب تأكيدات مرسي برفض التدخل الأجنبي في سوريا، أهمية خاصة في طهران...هنا يمكن لإيران مع مصر والسعودية وتركيا، البحث عن صيغة تحفظ “الأسدية من دون الأسد”...أليست هذه هي مضامين المبادرة الخليجية في اليمن التي يُراد إعادة إنتاجها سوريا ؟!

خيار كهذا، في حال تم بناء التوافق الإقليمي عليه وحوله، يمكن أن يسوق دولياً بسهولة ويسر...روسيا ستحذوا حذو إيران في البحث عمن يُبقي لها “حداً أدنى” من مصالحها في سوريا وأكنافها...الصين لن تشذ عن قاعدة التوافق، والغرب القلق من أسلحة سوريا وأصولييها وشرارات حريقها الذي طال واستطال، يمكنه العيش مع صيغة كهذه.

“رباعية” مرسي يمكن أن توفر الحل الذي أخفق مجلس الأمن في توفيره، إن توفرت “النوايا والإرادات” الإقليمية لذلك...لكن مشكلة “الرباعية الإقليمية”، كما “الخُماسية الدولية”، دائمة العضوية في مجلس الأمن، تكمن في اصطدام المصالح وتضاربها..في صراعات الأدوار، المعلنة والمضمرة بين أعضائها، ما يعني أن الوقت ما زال مبكراً للتفاؤل.

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات