الاستدارة نحو الإصلاح!

تم نشره السبت 08 أيلول / سبتمبر 2012 01:09 صباحاً
الاستدارة نحو الإصلاح!
* حسين الرواشدة

النصيحة الثمينة التي يقدمها استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية الاخير هي: “استديروا نحو الاصلاح”، الارقام بالطبع تتكلم بصراحة عن الحالة التي وصلت اليها بلادنا بعد نحو عامين من التعايش مع أزمة تلو اخرى، ومن “العنادة” استسهال تجميل الواقع، كما ان آراء العينات المستطلعة لا تعكس فقط موقف النخب وانما تعبر عن “الناس” بأغلبيتهم، وبالتالي فنحن امام “بيان” شعبي لم تصدره الحراكات لكي نقول أنه مبالغ فيه، ولم نسمعه من “المحتجين” على دوار الداخلية لكي نفكر “بالتصدي” لهم واسكاتهم كالعادة.

أهم ما تضمنته نتائج الاستطلاع هو تشخيص حالة “الاردنيين” في ظل واقع سياسي ملتبس واوضاع اقتصادية صعبة ومحيط عربي واقليمي “ملتهب”، وهذه الحالة -كما عكستها الارقام- تقول أن “مجتمعنا ليس بخير”، فنحن لا نشعر في الاتجاه الصحيح، والشعور بالامن تراجع كثيرا مقابل تصاعد الاحساس بالخوف، وثقة اغلبية الناس بالحكومات تقهقرت للوراء، وما نسمعه من اصداء تتردد في الشارع ليست الا جزءاً من الخيبة التي تسربت الى قطاعات كثيرة في مجتمعنا، وربما تكون هذه المرة الاولى التي تسربت الى قطاعات كثيرة في مجتمعنا، وربما تكون هذه المرة الاولى التي يعكس فيها استطلاع للرأي مدى “التيه” الذي نسير فيه دون ان نعرف الى اين نسير.

النتيجة -بالنسبة لي على الاقل- ليست مفاجئة، فعلى مدى العامين المنصرمين كتبت في هذه الزاوية مئات المقالات عن حالة “الانسداد” السياسي التي وصلنا اليها، وعن “تهافت” مقولات “العافية” التي حاول البعض تزيين واقعنا بها، ودعوت -مرارا- الى دفع عجلات “قطار” الاصلاح لوقف قطار “نفاد صبر” الناس الذي بدأ يسير بسرعة جنونية. لكن يبدو ان اخواننا الذين ينظرون الى “الازمة” من بوابة “عدد” المظاهرات والاحتجاجات ونصائح امكانية “ضبطها” واختراقها.. كان لهم رأي آخر، الى ان وصلنا الى هذه “النتيجة”.

الآن، ارجو ان نكون قد خرجنا من دائرة “الانكار” وتوافقنا على تشخيص الازمة والاعتراف بخطورتها، هذه خطوة ضرورية لكي تنطلق نحو الاجابة عن سؤال “الوصفة” المطلوبة لتجاوز مرحلة “العنادة” والتيه، وانقاذ بلدنا من سيناريوهات مفزعة، وانفاق مجهولة لا أول لها ولا آخر.

عنوان الوصفة “الاستدارة نحو الاصلاح” وتفاصيلها بسيطة تتعلق بثلاثة محاور: ملفات الفساد، وملفات الاقتصاد، وملفات السياسة وتشريعاتها، وقد سبق وطرحنا مثل هذه المبادرة التي تبدأ باجراء ما يلزم من مصارحات واعتذار وتنتهي بمصالحات وطنية تمهد لمرحلة انتقالية يتوافق عليها الجميع ويشارك فيها الجميع، واعتقد ان “الفرصة” ما زالت قائمة للنقاش حولها على الاقل، دعك من امكانية تبنيها واخراجها الى دائرة التنفيذ.

بصراحة، لا يجوز ان نتعامل مع “الحقائق” التي نراها في الشارع واعادها لنا الاستطلاع الاخير “بأرقام وطرائق علمية” بمنطق الاستهانة، فقد سبق ان جربنا هذا المنطق ووصلنا الى هذه النتيجة، وأصبح من الضروري الآن ان نقول للناس “فهمناكم” وسنلتزم بتحقيق مطالبكم.. وسنباشر على الفور باطلاق مشروع الاصلاح بعيداً عن “النصائح” المغشوشة ورهانات المماطلة والتأجيل التي تضع في اعتبارها عوامل الخارج والاقليم بدل عوامل “الجبهة الداخلية” التي هي المعيار والاساس.

بعد نحو عامين من “الاستنزاف” نشعر بأن مجتمعنا قد تعب، وبأن مزاج الناس مضطرب ويصعب التنبؤ باتجاهاته، وبأننا خسرنا كثيراً من الجهد والوقت فيما لا يجدي.. وقد حان الوقت لكي نستريح ونذهب الى مرحلة جديدة نطمئن فيها على “انفسنا” وعلى بلدنا ايضاً.(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات