تاريخ لا يقبل الاستئناف!!

تم نشره الإثنين 10 أيلول / سبتمبر 2012 01:08 مساءً
تاريخ لا يقبل الاستئناف!!
خيري منصور

هذه الكتابة ليست بأثر رجعي او ضربا من الخيال السياسي، رغم ان موضوعها قد فات أوانه بالنسبة لمن غادروا المسرح السياسي خلعا او طلاقا او فرارا او اعداما، لكن الاحداث عندما تمضي تبقى ظلالها والدروس التي ترشح منها.

والسؤال الأقرب الى الخيال السياسي هو ماذا لو قدم احد هؤلاء الذين حذفوا من المشهد السياسي في بلدانهم والعالم كله من الاستجابة كي لا نقول التنازلات خلال عدة عقود وبالتقسيط المريح ما اضطروا الى تقديمه بالجملة وبتعاقب دراماتيكي خلال ايام او اسابيع؟

اعرف عن كثب ان المصريين عندما خرجوا في عيد الشرطة احتجاجا على ما آل اليه الحال في بلادهم لم يكن يخطر ببال احدهم ان هذه المظاهرة التي سبقتها مظاهرات عديدة مماثلة وعلى الوتيرة ذاتها سوف تنتهي باسقاط مبارك ونظامه.

لكن ما حدث هو تحالف بين غضب شعبي عارم وشيخوخة نظام متآكل من داخله، لهذا قد لا تكون مصر هي الامثولة؟ بل مجرد مثال، ما دامت ثنائية الغضب المتنامي وشيخوخات النظم لم يسدل عليها الستار بعد.

لقد فهم زين العابدين لكن بعد فوات الاوان وقرر مبارك التخلي عن التوريث بعد عشرة اعوام من تبشير نظامه به بعد فوات الاوان ايضا، وكان كل تنازل بلغة السلطة او استجابة بلغة المنطق السياسي يؤدي الى المزيد وهكذا تسارعت الاحداث بحيث بدلت خشبة المسرح ممثلين ومخرجين وكتاب سيناريوهات، ومن لم يتبدلوا هم المتفرجون.

ثمة من لا يقرأون التاريخ على الاطلاق لاعتقادهم بأنهم صانعوه، وانه ابتدأ بهم وستغرب شمسه معهم ايضا، مقابل من يقرأونه للتسلية او تزجية الفراغ، وثمة فئة ثالثة تقرأ التاريخ كي تصطاد من صفحاته الدسائس والدهاء لإعادة استخدامه في زمن مغاير تماما.

والقلة القليلة هي التي تقرأ ما بين سطور التاريخ، فتشم رائحة الزلزال قبل ان تحدث، لان لديها مقياس ريختر من طراز اخر،لهذا هناك زعماء لم يتعرضوا للبهدلة ويتحولوا الى فرجة امام اطفال شعوبهم والعالم.

والعكس هو ما حدث، فمن تخلى منهم عن السلطة بمحض ارادته ظفر بوداع عظيم، واحترمه العالم، نذكر للمثال فقط سنجور السنغالي ونيريري التنزاني واخيرا هافل الكاتب المثقف.

حتى عبدالناصر سارع الى التنحي بعد هزيمة حزيران فتظاهرت الملايين لاعادته ولم يكن الامر كما يشاع من صناعة المخابرات واجهزة السلطة، لان مصر برمتها قد خرجت في تلك الليلة التي عشتها حتى الفجر وهي تطالب الرئيس بالعودة عن قرار التنحي.. وكما قال جورج سانتيانا فان من لم يقرأ التاريخ سوف يكرر اخطاءه واذا كان القانون لا يرحم الجاهلين به فان التاريخ كذلك!!( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات