جوازات سفر حمراء

لبيت مرّة دعوة من السفارة الهولندية لحضور مؤتمر دولي لمكافحة الفساد يعقد في لاهاي، وفوجئت في الطائرة ان السفيرة التي سلّمتني الدعوة تسافر على الدرجة السياحية، في الوقت الذي كان فيه مقعدي في درجة رجال الاعمال، وقد أحرجني الامر ولكنه لم يُثر استغرابي فهولندا دولة تحكمها قوانين مبنية على أسس النزاهة.
أتذكر تلك الحادثة وانا اقرأ خبراً جديداً حول جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة للمسؤولين والبرلمانيين الحاليين والسابقين، ومدى النقاش والخلاف حوله، وإقراره من جهة ثم مخالفته من جهة اخرى، في حفلة لا تنتهي وتمثل مدى هشاشة رؤيتنا للعمل العام، واختصارها بالسطحية والشكلية.
في حادثة اخرى؛ كان مروان القاسم رئيس الديوان الملكي الأسبق يصطف بين الناس في طابور طويل، في مطار الملكة علياء، وجاءه موظف الجوازات عارضاً القفز على إجراءات الدور، فاعتذر بلباقة، ليفاجأ الطابور بوكيل وزارة شاب يتجاوز كل الموجودين ويذهب مباشرة الى الموظف وينهي إجراءاته بأقل من دقيقة.
جواز السفر الأحمر لا يزيد من اهمية حامله، ولا ينبغي ان يحمل كل هذا الجدل في البرلمان، وقبله في الحكومة، وما نراه يجري أمامنا لا يعكس سوى صورة ساذجة للعامل في الشأن العام، حيث تحقيق المكتسبات والوجاهة لا الخدمة العامة.( الدستور )