بعيداً عن هبة الفزعات

تم نشره الخميس 13 أيلول / سبتمبر 2012 02:55 مساءً
بعيداً عن هبة الفزعات
رمزي الغزوي

لا تعجبني الفزعة، ولا سياستها في الرد على الأمور العظيمة، فكل فزعة لا يعول عليها، وهي تجيء بسرعة، وتضمحل بسرعة، وكأنها ما كانت. ولهذا فكل المظاهرات الصاخبة في مصر وليبيا وغيرهما من دول العالم الإسلامي، والتي خرجت منددة بأمريكيا بعد إطلاق الفيلم السينمائي (براءة المسلمين) للمخرج سام باسيل، تندرج تحت قائمة الفزعة.

يبدو أننا نمتلك طبيعة بشرية مختلفة، لا تخضع لفيزياء الأفعال وردودها وحساباتها، فنحن نحمى بأسرع من ملح بارود مُحمص، ولكننا نبرد بذات السرعة أيضاً وتخور قوانا، وكذلك نمتلك ذاكرة قوية للأحداث البعيدة (الذاكرة بعيدة المدى)، بحيث نتذكر تفاصيل الهجرات السامية من جزيرة العرب قبل آلاف السنين، وننسى ماذا كان عشاؤنا، أو عدد قتلانا في غزة أو درعا والحولى، وننسى كم إساءة صحفية وتلفازية كِيلت لِديننا، أو كم رسمٍ كاريكاتوري سخر من نبينا الكريم عليه السلام، فذاكرتنا قصيرة الأمد ضعيفة جدا، أو مهترئة!.

هناك من يتعمد الإساءة لديننا، وهذا معروف. ولكننا في المقابل، لا نمتلك إلا الفزعات السريعة رداً على هذا. ويبدو أيضاً أن العالم الغربي لا يعرف ديننا بشكل صحيح، فقد تركنا المتطرفين أمثال بن لادن والظواهري وغيرهما يرسمون صورتنا، وصورة ديننا عند الغرب والعالم.

بعد الرسوم الكاريكاتورية الدينامركية الساخرة، حمينا وانفجرنا بسرعة البارود، وأقمنا الدنيا ولم نقعدها، وبردنا بسرعة أيضاً، وكذلك سنفعل هذه الأيام، فسنبرد وننسى وكأن شيئا لم يكن؛ لأننا نتحرك تحت مبدأ (الفزعة)، ولهذا تجيء أعمالنا انفعالية، غير مبنية على روية التعقل والحكمة وبعد النظر!.

قبل سنتين نادى بعض العقلاء، أن يكون الرد على الرسوم الساخرة بداية لمشروع عالمي لإعادة رسم صورة رسولنا الكريم في العالم، ولكننا لم نفعل شيئاً، إلا أن نحتفل بمولده بالطريقة ذاتها، وبالروتين نفسه، فنعطل ونمعن بالنوم الهني حتى الظهيرة، فيما يتكفل التلفاز بإعادة فيلم الرسالة الشهير، الذي حفظناه عن ظهر قلب، وفيما يهب خطباء المساجد لتكرار خطبهم التي أطلقوها على مسامعنا في احتفال العام الفائت أو الذي قبله.

أرى أن يكون ردّنا علمياً وعقلانياً ومنطقياً وبمستوياته الشعبية والسياسية والفكرية هذه المرة، فالعالم الإسلامي ينفق مليارات على أغاني فضائيات التتفيه والترذيل، فلماذا لا ينفق جزءا يسيرا لتسويق ديننا بصورته الصحيحة، وبجوهره الحقيقي كدين عالمي إنساني ينبذ العنف ويدعو للفضيلة في الناس؟!!. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات