النشامى.. أكثر من فوز

أقل ما يمكن أن يقال عن الفوز التاريخي الذي استحقه واحتفل به فريقنا الوطني لكرة القدم على حساب ضيفه ونظيره الأسترالي 1-2، أنّه الفوز الأكبر والأغلى عبر تاريخ الكرة الأردنية.
فوز جاء في الوقت المناسب ليبرهن على المكانة المرموقة التي أصبحت عليها كرتنا الأردنية رغم ضعف الإمكانات وفارق الخبرات.
فوز قطع به النشامى خطوة أكثر من شاسعة في الطريق ولأول مرة بمشيئة الله إلى نهائيات كأس العالم.
فوز وضع النشامى في مركز متقدم ومريح ثانياً خلف اليابان (المرشحة الأولى) وقبل أستراليا والعراق وسلطنة عمان وبفارق نقطتين على حساب منتخبات كبيرة وعريقة.
فوز أدخل البهجة والسرور إلى نفوس وقلوب كل الأردنيين.
فوز عزز مكانة الكرة العربية وكرة غرب آسيا في مشوار التحدي لكبرى منتخبات شرق القارة الآسيوية وقارة أستراليا.
فوز برهن من جديد أنّه لا مستحيل في عالم الكرة، وأنّ الكرة تعطي دائماً من يعطيها وتخذل من يخذلها.
فوز برهن كذلك على حالة الاعتزاز الوطني الذي أصبح يشكلها فريقنا الوطني (منتخب النشامى)، فوز أكّد أنّ كرتنا الأردنية تستحق من الحكومة وكافة مؤسسات القطاع الخاص دعماً استثنائياً واهتماماً في مستوى الحدث والإنجاز الذي وصل حدود الإعجاز.
فوز أؤكد أنّه سيعطي كرتنا الأردنية دفعة معنوية كبيرة في كافة الاتجاهات وعلى كافة المستويات والمجالات، أندية ومنتخبات.
عشت داخل وفي محيط استاد مدينة الملك عبدالله الثاني في منطقة القويسمة، كواليس الفوز التاريخي وحكاية المشهد الرائع الذي رسمه جمهورنا الطيب الذي جاء من كل مكان.
عشت فرحة الأمير علي بن الحسين مع اللاعبين والجماهير ولمسة الوفاء الجديدة لروح الراحل المدرب المصري محمود الجوهري.
أبارك للأمير علي بن الحسين هذا الإنجاز التاريخي، ولكل اللاعبين والمدربين والإداريين والجهاز الفني لمنتخب النشامى ولكل الجماهير.
أخصّ المدرب العراقي عدنان حمد المدير الفني لفريقنا الوطني بتحية كبيرة، لأنه وبكل اختصار ردّ فعلاً لا قولاً على كل الاتهامات وعلى كل الذين شككوا بقدراته وإمكاناته ليؤكد قدرة المدرب العربي في التفوق على كبار المدربين العالميين.
شكراً للنشامى، ودعوة للجميع لتعزيز التفافهم خلفهم في باقي الجولات والمباريات.
الطريق ما زال طويلاً، ونحن لم نصل بعد إلى البرازيل، مسؤوليتنا مضاعفة وحاجتنا للفوز في الجولة القادمة على مستضيفنا العماني الشقيق هدفنا القادم.
علينا ألاّ نُفرط بالتفاؤل وعلينا ألاّ نقلل من شأن وحظوظ باقي المنافسين وعلينا أن نكون أبطالاً في كل مباراة قادمة، تماماً كما كنّا أمام أستراليا، حيث أكّدنا أنّ خسارتنا القاسية أمام اليابان لم تكن أكثر من كبوة جواد.
والله الموفق ( السبيل )