واشنطن مطالبة باعتذار بعد أن فقدت البوصلة

تم نشره الخميس 13 أيلول / سبتمبر 2012 03:06 مساءً
 واشنطن مطالبة باعتذار بعد أن فقدت البوصلة
محمد علاونة

لا يمكن أن يفسر سماح الولايات المتحدة الأمريكية بعرض فيلم يسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بدور السينما سوى أنها راهنت على إثارة فتنة تنوي من خلالها إشعار فتيل ازمة بين الأديان ؛على اعتبار أن الشرق الأوسط الذي يشهد غليانا في الربيع العربي، يحوي في طياته تنوعاً دينياً وحضارياً غير التقسيمات الفكرية والعقائدية المختلفة.
لكن ردة الفعل لم تكن متوقعة لدى واشنطن مثلما ابلغت في وقت سابق سفارات عربية بأن محمد مرسي لن يكون رئيسا لمصر، وراهنت بشكل يثير السخرية على فوز أحمد شفيق، وعلى أساس تلك النبوءة تعامل أصحاب القرار مع الإسلاميين في بلادهم كل على طريقته.
ردة الفعل غير المتوقعة بدأت بتظاهرات عشرات الآلاف في الدول العربية، تزامنا مع بيان مشترك لـ 120 منظمة قبطية حول العالم  طالبت فيه السلطات الأمريكية رسمياً بوقف عرض الفيلم المسيء للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم وتقديم اعتذار، وليس أخيرا مقتل سفير الولايات المتحدة في ليبيا كريستوفر ستيفنز، وثلاثة موظفين أمريكيين في هجوم استهدف مقر القنصلية.
في المقابل، فإن قلة من الجهلة اعتبروا ردة الفعل غير حضارية على اعتبار أن هنالك حرية تعبير مصانة عالميا، سواء كانت بنشر او رسم أو أفلام، غير أن هؤلاء يجهلون أن الفيلم يمثل انتهاكًا واضحًا للتعديل الأول من الدستور الأمريكي الذي قضت المحاكم الأمريكية بأنه يحظر الحط من قدر أي دين من الأديان، وعدم تناول الأديان والأعراق -سواء بالمدح أو الذم- وعدم الإساءة إلى أي ثقافة أو عرق أو جنس أو أصل وطني أو دين، وهي متبعة في معظم دول الغرب.
واشنطن تجد نفسها مرتبكة تجاه ما يحدث في الشرق وحتى امتدادا  لإيران، فهي ترى طهران بالدرجة الأولى عدوا اسلاميا قبل أن يكون الملف النووي أداة أو وسيلة، وفشلها الأخير في العراق بعد أن أخفقت في الرهان على مسألة "سنة وشيعة"، واعتراها الخوف من موجة تدعي بأنها إسلامية طافت كلاً من مصر والمغرب وتونس وليبيا واليمن وحتى العراق وسوريا.
قبل أيام روجت وسائل إعلام غربية وجود خلاف حاد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما، تبعه هجوم لفظي من الأول وغير متوقع على الحكومة الأمريكية؛ بسبب موقفها من البرنامج النووى الإيراني.
تلك ألاعيب الساسة أينما كانوا، لكن واشنطن التي كانت قبل ايام تحد على ضحايا أحداث الحادي عشر من ايلول، تجهل أن قواعد اللعبة تغيرت، وما عادت مخططات التقسيم والتوزيع تجدي مثل ذي قبل، خصوصا أن أداوتها الرئيسة في المنطقة تغيرت وحل محلها من هم مختارون من الشعب الذي هو بالأصل العدو الأول لأمريكا و"إسرائيل".
حادثة الفيلم لن تمر بسلام مثلما حدث في قضايا سابقة، بل هذه المرة ستكون مختلفة تماما، خصوصا ان مناطق نفوذ تلك الدولة الكبرى باتت تضيق إلى درجة حالة ارتباك، ابرز مؤشراتها خيبات الظن والتخمينات التي لم تعد مؤكدة في منطقة مضطربة تفرز كل يوم حدثاً مفاجئاً وغالبا ما يكون جديداً. ( السبيل )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات