كم منزل في الأرض يعشقه الفتى!

1-الاختناق بالأوكسجين!
مداخلة صغيرة كتبتها على «فيس بوك»، وتنهيدة حارة تخرج من أعماق الصدر: كم منزل في الأرض يعشقه الفتى، وحنينه دوما لأول منزل، هذه المداخلة جرت «إعجابات» وتنهدات كثيرة، كأن واقعنا ضاق علينا، واختنقنا بكثرة الأوكسجين!
لا عجب، أن نحن إلى الحارة، وكرة الشرايط، ولعبة الطمامية أو الاستغماية، وساندويش الملوخية، أو الشطة، أو حتى الملح بالفلفل الأسمر حين يعز الزيت والزعتر، لا عجب أن نضجر من كل هذا «الرفاه» المزيف، المغمس بالقلق والأرق، ودم الأحباب هنا وهناك، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، ومن ثم نحِنّ إلى تمدد تحت شجرة زيتون، فيما الهواء الغربي ينفنف مُداعبا الأحلام!
2- سأخلد هذا المساء إلي
سأخلد هذا المساء إليْ
وأمضي إليْ
أُنحّي «المقالة» خارجَ نـَصّي،
وأجمع نصفي المكابر
لنصفي المسافر
فما ثمَّ غيري
وما غيْر «ثَمّي» سواي!
------
سأمضي إلى بيتنا في المخيم
إلى وطني الأوليْ
لأبحث عنه...
كأول بيت
وآخر بيت
سأبحث عن أوّلي في الزقاق المعتم
وعن آخِري تحت دالية الذكريات
فما ثـمَّ غيري «هناك»
ولست أكون بغير «هناك»!!
3- خردة عشق!
مو حزن لكن حزين، هي ليست فزورة، فحين يتسع الحزن ليفترش اللامكان كله، تصبح الإقامة في النصف الثالث إجبارية، حيث لا تكون لا هنا ولا هناك، بل في اللامكان اللعين!
في زمن سحيق، استذكرت طقطوقة لمظفر النواب دندنها سعدون جابر: مو حزن لكن حزين، مثل صندوق العرس ينباع خردة عشق لو تمضي السنين، وها أنت تعود إلى خردة العشق، فتجدها وقد تهتكت، فلم تصلح حتى للبيع في سوق الخردة!
4- سيدة قوس قزح!
سيدة قوس قزح استيقظت لبرهة،
قرأتْ ما كتبتْ، ثم مضت،
لتغفو في سرير من تراب، مضت،
وكنا على موعد، آثرت أن يكون هناك، في العالم الآخر، مضت، وتركت في القلب غصة لن تزول
سيدة قوت قزح، اختصرت بألوانها غير المحدودة، كل نساء الأرض، مضت، قبل أن نشرب قهوتنا الصباحية معا!
( الدستور )