غزوة «بنغازي» .. هل تُخرج اوباما من البيت الابيض؟

تم نشره السبت 15 أيلول / سبتمبر 2012 12:51 مساءً
غزوة «بنغازي» .. هل تُخرج اوباما من البيت الابيض؟
محمد خروب

قد يكون السؤال غريباً وربما غير ذي صلة بما جرى، أو قد يراه البعض ذهاباً «غير مبرر» الى نقطة بعيدة لا رابط بينها وبين ما حدث في بنغازي والقاهرة وصنعاء (القائمة مفتوحة بالطبع)، إلاّ ان تلاحق الاحداث يستدعي طرح المزيد من الاسئلة في ظل عدم القدرة على ضبط المشاعر واستعداد جهات عديدة لاستثمار هذه التطورات المفاجئة في منطقة تعج بالاحتمالات وتنذر بانفجارات وحرائق لن يكون احد في منأى عنها وخاصة اولئك الذين يُمولون ويشحنون الغرائز ويهيجون العواطف ويجيّشون البسطاء والمحبطين واليائسين ويرون في انفسهم «مُحررين» فيما هم في واقع الحال اسرى اسيادهم وتحت حمايتهم ومصائرهم مرتبطة بمزاج الاسياد وما يقررون وخصوصاً اذا ما استدعت مصالحهم ان يقوموا بتغيير «الحرس» وهو قرار لا يستغرق اتخاذه وقتاً كبيراً.
 
ما علينا..
 
يمكن للمرء ان يرى «حجم» الغضب الاميركي مُجسّداً في التساؤل المرير (وان كانت تفوح منه رائحة الغطرسة)، الذي طرحته هيلاري كلينتون عند ظهورها امام الصحفيين للادلاء ببيان مقتضب عن احداث القنصلية الاميركية في بنغازي عندما قالت باستنكار: كيف حدث هذا في بلد .. حررناه؟ ولأن المناسبة لا تستدعي الدخول في مناقشة مزاعم كهذه وما اذا كان ما قارفته واشنطن ومَن سبقوها في باريس ولندن، يندرج في سياق سياسات العدوان والتدخل غير المشروع لاسقاط الانظمة أم يمكن اعتماد ما ذهبت اليه السيدة الاميركية، فان ردود فعل ميت رومني، المرشح الجمهوري المحافظ وانتقاداته اللاذعة لموقف اوباما الذي وصفه بالمتراخي، تجعل من الموضوع، والذي لم يهدأ بعد وليس ثمة من يستطيع المغامرة بالتكهن عن مآلاته ونقصد هنا ردود الفعل العربية والاسلامية على الفيلم المسيء، نقول: تجعل من الموضوع مادة «دسمة» على جدول الحزبيْن وبخاصة اذا ما حاولت ادارة اوباما التصرف بطريقة انفعالية وقامت بمواصلة عملية «عرض القوة» التي بدأتها عندما ارسلت بعض قطع البحرية الاميركية قبالة السواحل الليبية وارسلت مجموعات من المارينز بذريعة حماية البعثة الدبلوماسية و»مطاردة» الارهابيين..
 
هنا واتكاء على النتائج الكارثية التي اسفر عنها قرار الرئيس الاميركي الاسبق (والديمقراطي) جيمي كارتر بتحرير رهائن السفارة الاميركية في طهران الذين احتجزهم الطلبة الايرانيون بعد تسعة اشهر من نجاح الثورة في ايران (4/11/1979) ثم فشل عملية «التحرير» التي امر بها كارتر بعد خمسة اشهر ونيف (24/4/1980) ما اسهم بشكل او باخر في اضعاف صورة كارتر واهتزاز شعبيته (المهتزة اصلاً) وفشله بالبقاء في البيت الابيض الذي انتزعه منه احد اكثر الرؤساء الجمهوريين صقورية ويمينية وهو هنا رونالد ريغان..
 
قد تكون السياقات مختلفة الا ان اللعبة الاعلامية ومسلسلات العلاقات العامة والضرب على وتر القوة الأعظم والقرن الاميركي واستعادة المكانة والدور الاميركي في قيادة العالم ودائماً في الشعار الذي ابتدعته ادارة بوش الابن وهي «الحرب العالمية على الارهاب» تجعل من «غزوة بنغازي» التي اتفقت ادارة اوباما ورئاسة المجلس الوطني الليبي (محمد المقريف) على انها تحمل بصمات القاعدة (وان كان من الضروري ادخال اعوان القذافي في المشهد).. محطة مهمة في السنة الانتخابية الحالية.
 
السجال على الساحة الاميركية حول ارتفاع منسوب العداء العربي والاسلامي لسياسات الولايات المتحدة لن ينتهي وربما تعود الاسطوانة ذاتها التي طرحت السؤال الذي لم يختفِ بالمناسبة، «لماذا يكرهوننا؟» وما قالته السيدة كلينتون هو اعادة انتاج السؤال ذاته بصياغة مغايرة لكن المضمون واحد..
 
قد يكون من المبكر القول ان مسماراً آخر قد دُقَ في نعش اوباما، وفقدان فرصته في الفوز بولاية ثانية، الا ان تلاحق الاحداث الدراماتيكية بهذا الشكل وتلك الصور التي نقلتها وسائل الاعلام من العواصم العربية والاسلامية، وقبل اقل من خمسين يوماً على استحقاق الثلاثاء الاميركي الكبير (6/11) يدفع للاعتقاد ان «ثمناً» ما سيُدفع، ونحسب ان اوباما هو الذي سيدفعه، إلاّ اذا استطاع تسجيل نقطة او اكثر .. لصالحه، في الماراثون الصعب الذي يخوضه على اكثر من... «جبهة».. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات