فـي النزاهـة والتزويـر

ليست هي المرة الاولى التي تتمّ فيها مقاطعة الانتخابات النيابية، ولا هي المرة الاولى التي يقاطع فيها الاخوان المسلمون، ولكنها المرة الاولى، منذ عشرين عاماً، التي سنشهد فيها انتخابات مؤسسة على مبادئ النزاهة والشفافية، ونعرف منذ الان ان التلاعب بالتسجيل والانتخاب وإعلان النتائج غير وارد.
ولا نرجم في الغيب، كما فعل الاخوان المسلمون امس فسمّوها بالانتخابات “المزورة”، وحين نعلن ثقتنا بالنزاهة، فنحن نقرأ المكتوب من عنوانه، ونتابع ما تقوم به الهيئة المستقلة من إجراءات ضامنة ومطمئنة، وخبرتنا لا تخفي ثقتنا بحيادية واستقامة رئيس وأعضاء الهيئة.
وإلى ذلك، فنحن نعرف الواقع السياسي الذي لن يسمح بأدنى تلاعب، وكما كرر الرئيس السابق عون الخصاونة مراراً فالأردن لن يتحمل انتخابات مزورة كما في الماضي، ونعرف اكثر ان القانون الانتخابي ليس افضل القوانين، ولكنّنا على يقين بان مَن يعتقد بالوصول الى توافق وطني على قانون افضل إمّا مُزايد أو جاهل.
ممارسة الانتخاب، كما ممارسة المقاطعة، حق مكرس للجميع، ولم نكن نحب ان تتحول المسألة الى لعبة عض أصابع، ولكنها صارت كذلك لسبب الموقف الحاد واحادي النظرة للحزب الاكبر في البلاد، ويبقى ان كلام العقل والعقلانية، والوطن والوطنية، ينبغي ان لا يتضمن مفردات مثل “التزوير” قبل اجراء الانتخابات بأربعة اشهر. ( الدستور )