سيدي يا رسول الله ...
انه ليعجز اللسان و يفتقر البيان و يجف القلم و يحار عقل الانسان امام عظم الحدث و حزن المناسبة ، و اي حدث و اية مناسبة ، ان ما يهز نواميس الكون لحدث عظيم و ان ما يثير المشاعر لمناسبة حزينة .
سيدي يا رسول الله صلى الله عليك ، استميحك عذرا فيما سأقول فكيف للساني و قلمي ان يبلغ قدرك و انت رسول الله عز و جل و الله تعالى يقول فيك (( الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك و رفعنا لك ذكرك )) صدق الله العظيم .
نعم لقد رفع الله ذكرك بين الانام و في السماء ، و انك على صراط مستقيم فالله تعالى يقول (( ما ضل صاحبكم و ما غوى )) و لقد زكى الله لسانك (( و ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى )) و طهر فؤادك (( ما كذب الفؤاد ما رأى )) و سدد بصرك (( ما زاغ البصر و ما طغى )) و أحسن خلقك (( و انك لعلى خلق عظيم )) ... و قال الله تعالى (( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) ... صدق الله العظيم .
يولد المرء و انتهى اما انت يا رسول الله فانك تولد في كل لحظة ، انك تولد مع كل شهادة ان لا اله الا الله ينطقها قلب خاشع ، تولد مع كل سجدة يسجدها مؤمن ، تولد مع كل صدقة يتصدق بها محسن ، تولد مع كل حاج يشد الرحال الى بيت الله ، تولد في كل ليلة مع دعاء القانطين و القائمين ، تولد مع كل موت شهيد ، تولد مع كل قول الله اكبر تصدح بها المآذن و في ساحات الشهادة و الجهاد .
فمعذرة يا رسول الله اننا نتذكرك اليوم و ان تولد في كل يوم ...نغضب لاجلك الساعة و انت موجود في كل ساعة ... تولد في قلوبنا و موجود في عقولنا ...كيف لا ؟؟؟ و لا يؤمن احدنا حتى تكون انت يا رسول الله عقله الذي يفكر به و قلبه الذي يشعر به و تكون احب اليه من ابيه و امه .
ان ما يثلج الصدور اننا نقيم لك يا رسول الله في قلوبنا و عقولنا ما يعجز عنه البيان و اللسان ... فصلى الله عليك يا علم الهدى و يا استاذ البشرية ...صلى الله عليك يا خاتم الانبياء ...يا سيد المرسلين ... و سلام عليك يا رسول الله و على عباد الله المخلصين .