هدأت ثورة الغضب

تم نشره الإثنين 17 أيلول / سبتمبر 2012 10:24 مساءً
هدأت ثورة الغضب
محمد ابو صقري


أما وقد هدأت ثورة الغضب على الفيلم المسيء للرسول الكريم، وبدأت تأخذ طريقها إلى النسيان، كما في كل مرة يساء فيها لديننا وقرآننا ورسولنا وقوميتنا وأوطاننا، فإن علينا أن نقف ونفكر ملياً فيما حدث، وما إذا كان لردود فعلنا كشعوب عربية وإسلامية أثراً واضحاً وحاسماً على توجهات الغرب منا، يجعلهم يفكرون ألف مرة قبل الإساءة لنا ولثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا، أو يعتذرون لنا، ويحلفون يميناً قاطعاً ويبوسون التوبة بأن لا يعودوا إلى أفعالهم هذه مرة أخرى وإلى الأبد.

لا نظن أن شيئاً من هذا سيحدث، لا في الحلم ولا في العلم، لأنهم يعلمون علم اليقين أننا نقول ولا نفعل، نغضب قليلاُ، وربما كثيرا، لكننا سرعان ما نعود إلى هدوئنا وسكينتنا، أو استكانتنا، لا فرق، ولا نلبث أن نقترب منهم، ونتودد إليهم، بل نتوسل إليهم طالبين العون والمساعدة في عيشنا ورزقنا وأمننا، وربما تأمين حدودنا من أعداء لنا من أنفسنا، بعد أن زرعوا الفتنة بيننا، وأوهمونا بالخطر الذي يتهددنا من أعداء لنا، ليس من بينهم إسرائيل بالطبع.

الفيلم المسيء للرسول بائس بكل المقاييس، تشعر وأنت تتابع أحداثه بأنك أمام فيلم كرتوني هزيل، لكن الضجة التي أثرناها جعلت منه فيلماً عالمياً لا بد من مشاهدته، بعد أن كان مطموراً مغموراً، لم يلتفت إليه إلا القلة القليلة من الناس في الغرب، فاشتهر الكاتب والمنتج والمخرج والممثلين، وتصدرت صورهم وأخبارهم صفحات الجرائد ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وأصبح الفيلم حديث الناس في كل مكان، فانطبق علينا المثل العربي المشهور "أشبعتهم شتما وفازوا بالإبل ".

الإساءات الغربية إلينا لا تُعد ولا تحصى، والتآمر على أمتنا والحقد عليها ليس وليد الساعة، بل هو قديم قدم التاريخ الإسلامي، وما الحروب الصليبية، والاستعمار، وتقسيم الوطن العربي إلى دول ودويلات وفق معاهدة سايكس بيكو، واحتلال فلسطين، وتدمير العراق وأفغانستان، وتقسيم السودان، وغيرها من المؤامرات إلا غيض من فيض، لأن المخطط الذي يجري تنفيذه على الأرض العربية الآن أكبر وأخطر مما شهدناه خلال القرون الماضية، وما لم نتيقظ ونعي ما يدور حولنا، فننتقل من دائرة القول إلى دائرة الفعل، فإن مستقبلاً عبوساً قمطريرا بانتظارنا.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات