محمد المستريحي يكتب : لله درك ؟

المدينة نيوز - خاص - محمد المستريحي - : إلى علي عرسان... لله درك يا علي حين يكون قلمك أكثر حِدة مِن نَصلِ السيف..
عَمّان لو تدرين
ما حَلَّ بـ "البَلَدْ "
ألوضعُ مثلُ الطّينْ
والناسُ في كَبَدْ
بُطونُنا "إزارْ "
يُشَدُّ بـ "القَدَمْ "
ليهدأ َالصِّغارْ
ويهجَعَ الأَلَمْ
نُحَرّكُ الطّعام
نُدَوّرُ "العَصا "
لكنْ من ألفِ عامْ
لم يَنْضُج "الحَصَى "!.
هاجت شجوني يا علي.. وأنا أقرأ هذه الأبيات التي خطّها قلمك "السليط ".. وراح الفكر والذهن في صمتٍ عميق.. وأسرت نفسي في نِطاق رحلة صداقة مستمرة منذ عشرين عاماً وستستمر.. عشرون عاماً "بحلوها ومرها " كلها عِجاف وحُبلى بالأحداث والمفاجآت.
"الوضع مثل الطين " يا علي.. فالوطن ليس معافى وليس بخير.. الدخان ينبعث مِن كل مكان.. ولا دخان دون نار.. ولو كانت تحت التبن ومستترة كثعبان نعسان.
"الناسُ في كَبَدْ " يا علي.. ولم يعد هناك أي أسرار.. لقد وصل "العهر " للمريخ والقمر.. "الخالدون " ما زالوا يتحكمون ويَحَكمون.. والدجالون يختبأون تحت يافطات الولاء والإنتماء.. ملامحهم حفظناها غيباً.. أكلوا الخيرات ونهبوا الثروات.. ولم يشبع نَهَمَهَم.. يحتكرون الملحقيات والمستقلة مِن المؤسسات دون خجل أو وجل.. يسرقون الوظائف العيا لأبنائهم وأصهارهم وأنسبائهم.. على مرأى ومسمع الناس الذين يقهرهم الظُلم والغُبن والحَنق.
"الوضعُ مثلُ الطّينْ " يا علي.. قرارات ليلية لتولي المسؤوليات أجهل الجاهلين وأكثرهم استكانة و "تغميض العينين ".. والشعارات المعاكسة لا تنتهي "الرجل المناسب في المكان المناسب ".. ينفخون في “عنترة” و”عنترة” جيفة.
بُطونُنا "إزارْ " يا علي.. وفايز وحكومته مشغولون بما لذَ وطاب من الشكولاتة السويسرية.. والنواب يلفظون أنفاسهم الأخيرة وهُم قابعون في الدركِ الأسفل مِن الإنقياد للهيمنة.. إنهم رضعوا مِن ثدي الوصاية دون فطام.
مِن ألفِ عامْ لم يَنْضُج "الحَصَى " يا علي.. إنها الشعوذة والدجل وزمن الدراويش.. خزعبلات تُباع لمَن فقد العيش الكريم.. فالكذب بلغ عَنان السماء.. والأردنيون يقتاتون بعضاً مِن الوقت وبعضاً مِن الزيف وكثيراً مِن التخدير العام والهام.. وفي كل مرة نعود مِن الصفر إلى نقطة ما قبل الصفر.. حيث الكهرباء والماء والعجز والسرقة.
كيف يهدأ الصِّغارْ ويهجَعَ الأَلَمْ يا علي؟؟!!.. فالناس في نار جهنم على الأرض.. وحالنا حال نجار ليس أمام داره باب.
"الوضعُ مثلُ الطّينْ " يا علي.. والأزمة أزمة رجال.. كانوا وما زالوا هم الأوثان.. فلنقرأ على الأمة السلام.. وما تيسر مِن آيات القرآن.
لله درك يا علي وقلمك يلامس الجروح يا صديقي..