سورية رئة مصر في الشرق

فتحة العداد صباح امس الاثنين عشرة قتلى، ثلاثة منهم من عائلة واحدة، وبطبيعة الحال لن يغلق على اقل من مئة بأي حال من الاحوال، وهذا المنوال يوميا منذ انطلاق الثورة الشعبية التي هي الآن أمر آخر حوّل السوريين الى ضحايا يتساقطون قتلى وجرحى.
أسوأ ما في الجيش الحر تفاخره في كل مرة يعلن فيها قتله سوريين من الجيش، وأسوأ منه بكثير الذين يعلنون قتل سوريين من الجيش الحر وغيره ومن المدنيين، على اساس أن كل من يقتلونه ارهابي بتعريفهم. والحال مستمرة بلا هوادة، ولم يعد معلوما متى سيتوقف نزيف الدم السوري المهدر بأياد سورية، وأدوات تتنوع، ولم يعد مستبعدا استخدام الاسرئيلي منها.
النظام السوري لم يعد ملكا لنفسه وسورية، وإنما هو الآن رهين تحالف دولي يجمعه مع روسيا والصين وايران، يقابله تحالف امريكي اسرائيلي اوروبي يغذي حالة بقاء هدر الدم السوري كما يفعل الاول ايضا، ولا بأس للطرفين من استمرار الحال على ما هي عليه لأطول فترة ممكنة؛ إذ لا يضيرهما الأمر، واستنزاف كل سوريا لتظل بلا مقومات، وتحت رحمة التجاذب الدولي الذي سيخرج نظام بشار من اللعبة بالمحصلة النهائية، تمهيدا للتحول نحو ايران، والتفاهم على المكتسبات الروسية؛ بما فيها بقاء الغاز الروسي مغذياً لأوروبا، وليس اي غاز آخر لتوفيره بديلا لها.
وآنذاك سيكون التحالف الروسي الصيني مقابلا للامريكي الاوروبي، وفي اطار الاثنين بقاء «اسرائيل» والتفاهم على تركيا، واستباحة ما تبقى من المنطقة بما يعيد يالطا جديدة لها.
لم يعد الدفاع عن النظام السوري مجدياً، والذين يقفون معه لن يغيروا من المعادلة الدولية، ولن يعيدوه الى سيرته الاولى، وانقاذ سورية من مصيرها المخطط له يقارب المستحيل. فالعالم قبل الحرب العالمية الثانية ليس نفسه بعدها، وهو لن يكون نفسه بعد إحكام السيطرة على ايران، وهذا ما يجري لأن العالم لا يدوم طويلا بشكل واحد.
خسارة العراق ثم ليبيا فسوريا واليمن والمزاد على غيرها مستمر، والسبب الحكام الذين تجبروا على شعوبهم، وينبطحون امام الاجنبي، أما مصر فإنها تستعيد نفسها، وهي الامل الوحيد لإبقاء العرب على خارطة العالم، وهي تدرك أن سورية جناحها بالشرق، وعليها استعادتها أولاً. ( السبيل )