ربيع عربي أم فوضى خلاقة ؟

تم نشره الأربعاء 19 أيلول / سبتمبر 2012 12:58 صباحاً
ربيع عربي أم فوضى خلاقة ؟
د. فهد الفانك

رسمت خطة الفوضى الخلاقة لمنطقة الشرق الأوسط منـذ سنوات عديدة ، وقد سخرنا منها في حينه إلى أن رأيناها تتحقق أخيراً تحت عنوان الربيع العربي والحراك الشعبي الديمقراطي الذي اجتذب كثيرين ممن أحسنوا الظن بهذا الحراك على اعتبار انه سيأتي بالديمقراطية والحرية والإصلاح.


الهدف من الفوضى الخلاقة خلط الأوراق بشكل مفاجئ ، وخلق الظروف الملائمة لإحداث التغيير المقصود ، وفي المقدمة إعادة تقسيم الامة العربية (سايكس بيكو 2) وحل القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل ، ونقل السلطة في البلدان العربية إلى الجهات المؤهلة لمحاربة الإرهاب والتطرف الديني ، بحجة أنها تمثل الاعتدال.


العامل الإسرائيلي يجعل من الأردن الجائزة الكبرى لأصحاب خطة الفوضى الخلاقة ، وقد ساءهم أنه استعصى على المؤامرة ، فلم تنخرط جماهيره الواسعة في العملية ، واقتصر النشاط على الفئة الموعودة بالحكم وأنصارها ، بعد أن قدمت الضمانات الكافية للسلام مع إسرائيل والحفاظ على أمنها لدرجة تهنئة رئيسها برسالة سلمها السفير المصري في تل أبيب وكشفت إسرائيل عنها.
إذا كان المقصود بالحـراك في الأردن تدمير الدولة والمؤسسات والنظام وإعادة رسم الخريطة الديمغرافية ، فقد فشل فشلاً ذريعاً ، أما إذا كان المقصود إلحاق الضرر اقتصادياً ومالياً بالأردن لإرغامه على الركوع والاستجابة للطلبات والشروط ، فقد نجح مؤقتاً:
كان الناتج المحلي الإجمالي في الأردن ينمو خلال السنوات الخمس السابقة للحراك بمعدل 5ر5% ، فانخفض النمو بعد الحراك إلى 5ر2% سنوياً ، أي ان الخسارة تعادل 600 مليون دينار في السنة ، أو 8ر1 مليار دينار خلال السنوات الثلاث 2010-2012.


وكان احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبيـة يزيد عن 11 مليار دولار ، وكان من المتوقع أن يرتفع إلى 14 مليار دولار على الأقل خلال السنوات الثلاث المشار إليها ، ولكنه انخفض إلى 5ر6 مليار دولار أي بخسارة لا تقل عن 5ر7 مليار دولار أو 5ر2 مليار دولار سنوياً.
تدفق الاستثمارات العربية والأجنبية على الأردن قبل الحراك ، كان في أوجه ، وتحول بعده إلى موقف التحفظ والانتظار ، ومن الصعوبة بمكان تقدير حجم الاستثمارات التي لم تتحقق بسبب حالة عدم التيقن التي خلقها حراك الفوضى الخلاقة.


جاء الوقت للخروج عن الصمت والوقوف في وجه الأدوات التي تخدم الفوضى الخلاقة بحسن نية أو طمعأً بالغنيمة ، فقد طفح الكيـل ، ووجب على الدولة –حكومةً وشعباً- أن تأخذ موقفاً.
( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات