قُلْها يا وزير التعليم العالي !

تم نشره الأربعاء 19 أيلول / سبتمبر 2012 01:01 صباحاً
قُلْها يا وزير التعليم العالي !
حسين الرواشدة

باستثناء المحظوظين “بالاستثناءات” أجزم بأن نحو اربعين الف طالب توجيهي يشعر بالصدمة من أسس التنافس التي جرى على أساسها قبوله بالجامعة.

لكي تفهم سرّ هذا الشعور بالصدمة وبالظلم ايضا أرجو ان تقرأ الأسس التي نص عليها نظام القبول “غير الموحد” لاختيار الطلبة “المتنافسين” على المقاعد، خذ مثلاً المادة “هـ 1”: يقبل في واحدة من الجامعات الاردنية أحد ابناء اعضاء مجلس التعليم العالي العاملين أو السابقين، وحفيد واحد من الدرجة الاولى، خذ ايضاً المادة التي تليها: يقبل في الجامعة أحد ابناء اعضاء مجالس أمنائها العاملين أو السابقين أو احد أحفادهم من الدرجة الاولى، خذ ايضاً: يخصص عدد من المقاعد في كليات الطب وطب الأسنان والصيادلة والهندسة لأبناء اعضاء هيئة التدريس بواقع (5) مقاعد طب و(7) طب اسنان و(16) صيدلة و(7) دكتور صيدلة و(40) هندسة.

خذ المادة (ز): يمنح رؤساء الجامعات صلاحيات قبول ابناء الدبلوماسيين الاردنيين العاملين في السفارات الاردنية بالخارج، ثم خذ هذه المادة (6/أ) يجوز في حالات خاصة ترتبط بالمصلحة العامة قبول ما لا يزيد على (5) طلاب من غير الاردنيين في كل جامعة رسمية ممن لا تنطبق عليهم شروط القبول فيها بقرار من مجلس التعليم العالي، كما يجوز في حالات خاصة ترتبط بالمصلحة الوطنية العامة العليا، بقرار من وزير التعليم العالي قبول ما لا يزيد على (5) طلاب من غير الاردنيين في كل جامعة رسمية ممن لا تنطبق عليهم شروط القبول فيها.

ارجو من القارىء العزيز ألا يمل، وان يقرأ هذه المادة: يجوز للجامعة الرسمية قبول عدد من الطلبة غير الاردنيين استثناء من شرط المعدل في برامج البكالوريوس بنسبة لا تزيد عن 10% من مجموع عدد الطلبة المقبولين في البرامج العادية (لاحظ العادية) لكل تخصص، وبحد اعلى (10) علامات اقل من الحد المسموح بها لمعدلات القبول.. بشروط.

خذ مادة اخرى ايضاً: يخصص اربعة مقاعد في كل جامعة رسمية لابناء العاملين في وزارة التعليم العالي وصندوق دعم البحث العلمي والعاملين في هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وابناء المتقاعدين منهم.

يمكن العودة الى النص الكامل لهذا النظام، لكن استأذن في الاشارة الى عدة ملاحظات، أولاها ان حسبة بسيطة لعدد المقاعد التي تخضع لقاعدة “الاستثناءات” والاخرى المخصصة للتنافس ستكشف لنا مدى غياب العدالة في هذا النظام إذ ان نحو 80% أو اكثر من المقاعد توزع على فئات محددة وقليلة، فيما يخضع اغلبية الطلبة للتنافس على نحو 20% فقط من عدد المقاعد من المتفوقين فنياً.

الملاحظة الثانية ان عدد المقاعد المخصصة لابناء الاكاديميين والعاملين في الجامعات بتخصصات الطب والاسنان والصيدلة والهندسة تزيد عن عدد المقاعد المحددة في مثل هذه التخصصات لمن تبقى من ابناء الاردنيين.

الملاحظة الثالثة: لا يوجد اي معايير عادلة يمكن توجيه النقاش حولها عند قراءة هذا النظام، حتى انك تشعر بالصدمة حين تقرأ مثل هذه النصوص التي لا يقبلها منطق ولا يستسيغها فهم.

لا أريد ان اعلق اكثر، ولكنني ارجو من وزير التعليم العالي الذي بشرنا ذات يوم “باصلاح” هذا القطاع ان يخرج عن صمته.. وألا يخشى من “الردود” الغاضبة..

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات