أحلام استعمار في رؤوس ملاللي إيران!

من قال إن قوة لبنان في ضعفه, فإنّه قطعاً لم يعرف اللبنانيين!!. وقد اتخذ رئيس الجمهورية خلال الأسبوع المنصرم موقفين يسجلان له:
-الأول توبيخه الناعم للرئيس السوري لكثرة الاعتداءات على الحدود اللبنانية – السورية في ملاحقة جيشه للنازحين السوريين، ولأشباح المتسللين إلى سوريا. في حين أن لبنان نشر جيشه على الحدود لمنع أي تسلل وذلك حسب طاقته، ولنقل النازحين السوريين إلى الداخل اللبناني!!.
-الثاني استدعاؤه للسفير الإيراني غضنفر، وسؤاله عن تفاصيل وجود أعداد من الحرس الثوري الإيراني في لبنان، وطبيعة مهمتهم، ونوعية الاستشارة والنصح التي يقدمونها في لبنان!!.
والرئيس يتجاوز هنا الأعراف، لأن هذا الاستدعاء من مهمات وزير الخارجية، لكن وزير الخارجية اللبناني له ارتباطاته المذهبية والولائية التي تمنعه من تأدية واجباته. فحين استدعى السفير السوري إلى قصر بسترس، حوّل جديّة السؤال إلى جلسة شرب القهوة الصباحية واستغابة جماعة 14 آذار المعارضة. وقد تنبه الرئيس سليمان إلى ذلك فقرر استدعاء السفير الإيراني، وتوجيه أسئلة رسمية له، لم ترد في اخبار الصحف الطائرة، وإنما فرضتها تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني الذي اعترف بالكثير من التبجح بأن حرسه موجود في سوريا ولبنان، ولكن ليس بمهمات قتالية، وإنما بتطوّع الاستشارة والنصح!!.
ونقول في هذا الشأن، ونحن ككل الصحافة الجادة نملك أرقاماً لأعداد الحرس الثوري في البلدين الشقيقين. أن العدد يفوق العشرة آلاف، وأن بعضهم حصل على الجنسية اللبنانية في دولة حزب الله، وبعضه يتحرك مع شبيحة النظام السوري ويمارس قتل المدنيين بكل الحقد الذي درّسه ملاللي إيران على غير المسلمين، فالسُنّة في عُرف أئمة التشيّع الإيراني غير مسلمين!!.
والعسكريون الذين يتم ارسالهم إلى بلدان الاضطراب لا يمكن أن تقتصر مهماتهم على تقديم المشورة والنصح. فالرئيس كنيدي الليبرالي الذي تخلص من نفوذ الاستعمار الأوروبي، ارسل تسعين ألف جندي لفيتنام الجنوبية بعد خروج الفرنسيين منها. بصفة مستشارين ومدربين، وبعد اغتيال الرئيس كنيدي زاد خلفه جونسون عدد هؤلاء الخبراء إلى ثلاثة أرباع المليون جندي قاموا بحرق الناس والغابات وتدمير موانئ فيتنام الشمالية، وسدود فيتنام الجنوبية.
وبقي العالم يشهد أسطورة فيتنام حتى انتصر الحفاة على أكبر جيش، والأكثر تسليحاً في العالم.
.. وإيران تبقى إيران التي هزمها جيش العراق أيام كان للعراق جيش، وهي الآن «تبرطع» لأن «فرس الخلا سبوق» ولأن البوابة الشرقية للوطن العربي انهارت على يد هولاكو الثاني، وعلى يد أخزى تحالف بين الأميركيين والعرب!!. ( الرأي )