منطق "الهوشات" في إدارة الخلاف السياسي

حتى لو تجاوزنا الهوشات السياسية الواضحة مثل تلك التي جرت عدة مرات في مجلس النواب بين الزملاء من أصحاب المواقف المتناقضة، أو تلك التي رأيناها على الشاشة واعتبرناها تطويراً لأدوات النقاش، أو ما حصل مؤخراً من عملية "تربيط" في منتصف الشارع للمختلفين سياسياً والاعتداء عليهم قبل الوصول الى ساحة الخلاف السياسي حيث كنا بانتظار مشاهدة الهوشة السياسية التقليدية... ، فإن كل الخلافات السياسية في البلد تجري وفق منطق ونظام الهوشات المتعارف عليه وطنياً.
لا تشترط الهوشة السياسية الاشتباك الفعلي كما هو الحال في الأمثلة السابقة الذكر، إذ يكفي في الهوشات السياسية المعاصرة أن يتشابه المنطق الذي يحكم الظاهرتين.
لاحظوا مثلاً اللغة المستخدمة في وصف الخلافات السياسية في البلد:
• جماعة المعارضة "داقّين ببعض".
• يوم أمس التقى زيد مع عبيد، زيد "نِزِلْ فيه طَسْ".
• حاول عبيد أن ينهي النقاش لكن زيداً "كلّب فيه".
• عبيد بعد أن تحمل من زيد الكثير، "قامْلُه"، ثم قدم أمام الجميع العديد من نقاط النقاش المختلف عليها، طارحاً كل الاشكالات ومستعرضاً نقاط التقاطع مع وجهة نظر زيد بعمق، و"ظل كابِسْ عَنَفَسُه" حتى "نَهْنَهُهْ".
• في البداية كان زيد يعتقد أن وضع عبيد في النقاش ضعيف، لكن اتضح أنه عبيد "لابِدْلُه"، ولما "لاح فيه"، "تْناوله"، ثم طرح عليه مجموعة من التساؤلات الفكرية "خَز"، فظهر أن زيداً لا يملك الردود المناسبة لا سياسياً ولا فكرياً، بدليل أنه "ما لَبَطْ" أمامه، وخرج من السجال النظري/ السياسي "معْمِي ضَوّه". ( العرب اليوم )