"شركة البوتاس العربية...تبرع متواضع "
عند مروري بالتصفح للمواقع الالكترونية كان هناك خبراً عن هذه الشركة العريقة والقديرة بإنتاجها ورفدها الاقتصاد الاردني بالخيرات والليرات، هذا الخبر يقول عن إجتماع لمجلس الادارة بقيادة رئيسها المدعو جمال الصرايرة، حيث يقول الخبر أن المجلس ناقش بإسهاب خطة التوسع الثالثة بقيمة 750 مليون دولار وقال رئيس المجلس ان إنكماش السوق العالمي أدى الى تراجع تسويق البوتاس ومن ضمن بنود الاجتماع دراسة التحديات التي تواجه الشركة من ارتفاع في تكاليف الانتاج مما يؤثر على ارتفاع في حجم المدّخلات الانتاجية وبحث المجلس بشكل مبدئي الميزانية التقديرية للعام المقبل وقدم تبرعاً متواضعاً للجامعة الاردنية فرع العقبة بقيمة 100 الف دينار.
لم اقصد سرد الخبر كما قرأته لكن اردت ان أصيغ مقارنة بسيطة ما بين شركة البوتاس العربية قبل أربعة شهور والآن. فالمقارنة تقول ان العاملين في هذه الشركة بكافة فروعها قد جاوزوا عنان السماء وهم يصرخون مطالبين بكافة حقوقهم من صندوق للإدخار ومكافأة نهاية الخدمة وتحسين رواتبهم اسوةً بزملائهم وبحجم الانتاج للشركة وصولاً الى استرداد كرامتهم من المدير الامريكي حينما اهانهم على الملأ واعتقد جازماً بأن هناك وعوداً كثيرة أبرمت بين اللجنة المنبثقة عن هؤلاء العاملين ومطالبهم وبين ادارة مجلس هذه الشركة ولأنهم – اقصد العاملين- تعففوا عن التصعيد آنذاك ولأن مصلحة الوطن العليا تعلوا على مصالحهم الشخصية رضوا بالفتات من الوعود مقابل كل مطالبهم، فهل قبضتم شيئ.....!!!!! ؟؟؟؟؟
المقارنة الثانية ايها الجمّال الحمّال هل سمعت بأن بني البشر انكمش في اكل الخبز وبالتالي اصبح الانتاج من القمح اقل تسويقاً من 2 مليون طن الى 1.5 مليون طن، فاستحِ في تصريحك او احترم عقول الآخرين.
اما المقارنة الاخرى فهي بالتبرع المتواضع لصالح الجامعة الاردنية فرع العقبة واقول هنا انا مع دعم مؤسسات المجتمع المحلي والجمعيات والمراكز الفاعّلة التي تضع المجتمع في مكانه السليم وليعذرني الاستاذ أخليف الطراونه في هذا الطرح بأنني قرأت قبل فترة وجيزة بأن اهم معوقات ومديونية الجامعة الاردنية هي فرع العقبة لدرجة اصبح التفكير في الغاء هذا الفرع لكن القرار كان إستراتيجياً سياسياً اكثر منه اجتماعياً تعليمياً، الم تسمع يا قــائد المجلس بالمثل الشعبي القـــائل ( الضرب بالميت حرام)، من باب أولّى ان يكون الدعم للمؤسسات لكي تضيف على برنامجها وحدة اضافية لا ان تغلق بنداً للمديونية.
اخيراً اردت القول للقراء الاعزاء ولصاحب القرار ان هذه الشركة وكذلك شركات اخرى تعتبر من اهم موارد الدولة ويجب معاملتها وكأنها منطقة عسكرية استراتيجية للحفاظ على امن البلد واستقراره، فإما ان يرأسها ناجح حمّال أو يخرج منها ذلك الجمّال.
المهندس عامر احمد الحياصات
رئيس ملتقى روافد الثقافي