الاسلام يجرّم قتل السفراء

تم نشره الأحد 23rd أيلول / سبتمبر 2012 12:24 صباحاً
الاسلام يجرّم قتل السفراء
د. رحيّل غرايبة

الإقدام على قتل السفراء ورجال البعثات الدبلوماسية، والرسل الذين يقومون بحمل الرسائل وتنفيذ مهمات بين الدول، جريمة بشعة بكل المقاييس الفقهية وعند جميع المذاهب الفقهية الاسلامية بلا استثناء، والذين يقدمون على قتل السفراء والدبلوماسيين لا يفقهون الإسلام ولا يمتون إلى الفهم الحقيقي لمقاصد الاسلام ومبادئه بأدنى صلة.


 التعرض للسفراء أمر مرفوض، سواء كان هؤلاء السفراء ينتمون إلى دولة عدوّة، أو صديقة أو محايدة، ومهما كان معتقد الدولة الديني ومذهبها الفقهي، وسواء كانت كافرة أم مؤمنة، فهذا أمر مبدئي في الفقه الإسلامي لا يقبل التأويل أو التحريف حتى لو كان السفير ينتمي إلى دولة تخوض حرباً ضد المسلمين.
 القتال وهو نوع من أنواع الجهاد المشروع لدى المسلمين، شرع من أجل رد العدوان، والدفاع عن الأنفس والأعراض والأموال والأرض والمقدسات، ولكنه لا يكون مشروعاً إلاّ ضد المقاتلين والمحاربين من الأعداء وكل من يساندهم ويدعمهم، ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان وكبار السن الذين لا يستطيعون القتال وليس لهم دور حربي في المعركة، كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التعرض للفلاحين والمزارعين وعمال الأرض، ورجال الدين الذين فرغوا أنفسهم للعبادة في الجوامع، وكل الأصناف الذين لا علاقة لهم بالقتال والمعارك.


 أما فيما يتعلق بالسفراء، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه عندما جاءه رسولا "مسيلمة الكذاب" الذي ادّعى النبوة وأرسل إلى النبي محمد يطلب منه تقاسم النبوّة، وتقاسم الأرض، قال لهما الرسول صلى الله عليه وسلم: "لولا أن الرسل، لا تقتل لقتلتكما"، فهذا القول وغيره من الآثار الصحيحة التي وردت عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وما ورد عن الخلفاء من بعده في ارساء أعراف القتال من خلال الوصايا المكتوبة لقادة الجيوش الإسلامية، التي وثقتها كتب الأحاديث النبوية، وكتب التاريخ والسير، وتؤيدها آيات القرآن الكريم، ومبادئ الاسلام الثابتة، ذات الدلالة القاطعة التي لا تحتمل خلافاً، انما هي تمثل القواعد العريضة لإنشاء علم العلاقات الدولية في الإسلام، ووضعت آداب الحرب وأحكام القتال وأحكام السلم والمعاهدات الدولية وأحكام الأسرى وكل ما يتعلق بهذا الشأن على نحو تفصيلي دقيق، لمن أراد الرجوع اليه.


 ارساء عرف حماية السفراء وعدم التعرض لهم، ليس دليل ضعف، ولا تهاونا، وليس من باب التملق لطرف، بل هذا هو الاسلام وهذا هو الفقه الحقيقي الذي لا يجوز اخفاؤه وإن اعلاء كلمة الله والجهاد من أجل نصرة الاسلام والجهاد من أجل نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، لا يتم إلاّ بما أمر به الله وأمر به رسوله ولا يكون صحيحاً إلاّ بالكيفية المشروعة التي وردت في القرآن الكريم، أو في سنة المصطفى الصحيحة الثابتة، وإن الفتاوى بجواز قتل السفراء من بعض المسلمين أكثر ايذاءً للرسول والإسلام والمسلمين من اساءة المستهزئين من الاعداء.
( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات