حين نفتقد «العقلانية» نضلُّ الطريق الى الصواب

تم نشره الأحد 23rd أيلول / سبتمبر 2012 12:35 صباحاً
حين نفتقد «العقلانية» نضلُّ الطريق الى الصواب
حسين الرواشدة

أمران لا يجوز أبداً ان نفتقدهما في هذه المرحلة الحرجة: أمر “العقلانية” لكل ما نفعله ونقوله، وأمر “الفاعلية” التي بغيابها سندفع الى اليأس والخطأ والخسارة.

في الشهور الماضية افتقدنا - للاسف - سلطة “العقل” فقادتنا حساباتنا السياسية ومشاعرنا واهواؤنا الحزبية وحماساتنا ومظلومياتنا الى الاعتراك والصدام، وشعرنا في لحظة ان بوصلتنا تسير في عكس الاتجاه، واننا امام طريق مسدود، ومن سوء حظنا أننا استسهلنا الاستغراق في هذه “الحالة” وكدنا نستسلم للاقدار التي لا نعرفها ولم يكن هذا الشعور “بالعجز” الا نتيجة لافتقادنا “الفاعلية” وتلكؤنا في استبصار الحقيقة، وانحيازنا الى مقاعد “المتفرجين”.

أسوأ ما يطفو على سطح مجتمعنا اليوم وما يتغلغل داخله هو هذا الافتعال المقصود للخصومة السياسية المجردة من ادبياتها واخلاقياتها، وهذا الاصرار الغريب على “تغييب” وعي الناس والتذاكي عليهم، والمسؤولون عن ذلك هم مجموعة من “النخب” التي تصورت ان مرحلة “انعدام الوزن” تمنحهم فرصة ثمينة لاقناعنا (أو ايهامنا: لا فرق) بأن لهم وزناً في الشارع وبأنهم يتحدثون باسم قضايا الناس ويدافعون عنهم، فيما الحقيقة ان “مارد” الشعوب انطلق من قمقمه وكشف المستور، واصبح قادراً على التعبير عن ذاته ومصيره.. وتجاوز عقدة “القابلية” التي سوغها البعض وبنوا عليها “امبراطورياتهم” النخبوية.

تفاصيل المشهد في شهوره الاخيرة تبدو مفزعة، فثمة من امتهن “الضرب” على أوتار الاصلاح لكي يأخذنا الى مسارات مغشوشة، وثمة من أعادنا الى “مربعات” داحس والغبراء من اجل البحث عن مقعد في الصدارة، وثمة من اختزل مشكلاتنا في مواجهة مفتوحة بين مكونات لها حضورها واحترامها، لكنها لا تمثل كل البلد، ولا تستطيع بمفردها ان تحدد مصيره.

كل ما نعانيه في التفاصيل التي لا يسعدنا ان ندخل فيها جرى بسبب افتقادنا “للعقل” المرشد للصواب، وللفاعلية التي يمكن ان تحرك المياه الراكدة، فتطرد “الغثاء” وتدفع ما ينفع الناس الى الواجهة.

الآن، لا بد ان نستدرك المسألة، وان نستعيد الامساك بالزمام، فلا مصلحة لبلدنا في هذا “الشقاق” والتناوش، ولا جدوى من النقاش حول “كعكة” السياسة بعيداً عن قضايا الناس وهمومهم التي جرى تغييبها لمصلحة “ارضاء” النخب..

دعونا نفكر في عنوان “العدالة” مثلاً لكي نخرج من أزمتنا، فأمام موازينها يمكن ان نفتح ملفات الفساد، وملفات المواطنة والمظلومية، وملفات التعليم والوظائف والخدمات.. تصوروا أن كل خلافاتنا يمكن ان تحسمها كلمة “واحدة” هي “العدالة” وتصوروا ايضاً ان لدينا “عقلاء” يمكن ان يأخذونا الى السداد.. هل صعب علينا ان نجد ذلك “المفتاح” أو هؤلاء “الأحاد”؟ لا اعتقد ذلك، ولكنني اخشى ان تكون ثمة اطراف تدفع باتجاه آخر، كلنا نعرفه وندعو صباح مساء بأن لا نصل اليه.
( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات