حروب ضد الذات

تم نشره الإثنين 24 أيلول / سبتمبر 2012 03:06 مساءً
حروب ضد الذات
يوسف غيشان


قسما بالنازلات الماحقات

والدماء الزاكيات الطاهرات

والبنود اللامعات الخافقات

في الجبال الشاهقات الشامخات

نحن ثرنا، فحياة أو ممات

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا..فاشهدوا..فاشهدوا.

الى نهاية هذا النشيد، الذي كنا نقوم بنشيده جميعا بشكل كورالي قبل الدخول الى الصفوف الابتدائية والإعدادية . كان ذلك بين الستينيات والسبعينيات، وقد استمر النشيد عادة نكررها مرة او مرتين في الأسبوع بعد تحرير الجزائر ، ثم انهيت المرحلة الإعدادية ، وجاء جيل جديد بعدنا استمر في النشيد حتى أجل لا أعرفه، لأني انتقلت الى المرحلة الثانوية ..بلا نشيد.

كنا صغارا وفقراء وشبه جياع، لكننا كنا نمتلئ فخرا وثراء ونحن ننشد هذا القسم عن الثورة الجزائرية المنجزة، التي كانت اول ثورة انتصرت على الاستعمار عسكريا ..كانت ثورة تعمدت بدم مليون شهيد ، كما كنا نعرف، ثم ارتفع الرقم الى مليون ونصف المليون بعدما ازدادت معرفتنا بواقع الأمور.

ما الذي كان يجمعنا مع الجزائر نحن التلاميذ في مدرسة مسيحية مهملة في قرية مهملة في دولة ناشئة وصغيرة وفقيرة مثل الأردن؟؟؟

كانت تجمعنا العروبة وروح الثورة التي انتشرت آنذاك، وابعدت عن ارواحنا شيطان نكبة فلسطين الأولى التي ولدنا وهي جاثمة فوق ارواحنا ، كان يجمعنا الإعجاب بهذا النصر المتحقق بالدم والنار ، وكم كنا نشعر بالحرج- نحن التلاميذ الأكثر فقرا- ان لا نجد ما نتبرع به عندما كانت ادارة المدرسة تطلب منا تبرعات رمزية لدعم ثورة الجزائر.

كانت أناشيدنا في طابور الصباح موزعة على أيام الأسبوع، اليوم الأول ننشد:»بلاد العرب اوطاني ، من الشام لبغدان» وفي الثاني ننشد:»سوريا يا ذات المجد، والعزة في ماضي العهد» وفي الثالث ننشد:»يا علمي يا علم..يا علم العرب اشرق..» ويوم ل:» موطني موطني ..الجلال والجمال ....

اقصد اننا كنا عروبيين تماما..هكذا تربينا..بالأحرى هكذا تربى جيلنا في الستينيات والسبيعينات، ولا اعرف من اطلق النار على هذه الأناشيد ولا متى، حتى تحولت اناشيدنا الى نداءات اقليمية ثم الى مناطقية ثم الى عشائرية ثم الى نداءات بين افخاذ العشائر ثم اعلنت الحرب بين ابناء العم ثم الإخوة..ثم صار الواحد فينا يتحارب مع نفسه. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات