الماعز

تم نشره الثلاثاء 25 أيلول / سبتمبر 2012 03:42 مساءً
الماعز
يوسف غيشان

اعتقدت في البداية ان الحكومة وزعت سماعات (بلوتوث) على ذوي الدخل المحدود، اذا رأيت الناس من حولي يتكلمون ويتكلمون مع كائنات غير منظورة، هذا يتغزل، وذلك يتكلم بجفاء واختصار(توقعت انه يحادث زوجته المصون) وذاك يسب ويشتم ويلعن .......في الواقع كان اكثرهم من الشتامين السبابين المنابزين بالألقاب والاسم الفسوق ، وشرش الحياء المطقوق.

بعد التدقيق والتمحيص واستراق النظر الى صيوان الأذن ، اكتشفت انه لا يوجد لا سماعات سلكية ولا اجهزة لاسلكية (ولا حتى سلكة جلي). وإن آذانهم مستفزة حمراء أكثرها مزروع بالشعر والنتوءات غير المبررة، وبعضها يحمل النظارات ،والأخرى مشرئبة لكأنها تناطح طواحين الهواء،وتلك متسعة كذمة مرابٍ، وهذه مزمومة كضمير تمساح.

من لا يصدقني فلينزل الى وسط البلد، وفي اي مكان يشاء (حتى في سوق الذهب) وليراقب الناس . سيكتشف ان عدد المتحدثين عن انفسهم يتزايد على شكل متوالية هندسية. كانوا في العام الفائت لا يزيدون عن اصابع اليد الواحدة وهم معروفون للجميع ، ومن المبتلين بالأمراض النفسية.

طبعا أحد الأسباب الرئيسة لهذا التزايد المضطرد في العدد والعدة يعود الى ارتفاع اسعار كل شي (عدا الأسكيمو الحمرا ،ام الشلن)، حيث اصيب الناس بالفصام ..وضاعوا بين ما يتقاضونه من رواتب وبين متطلبات الأسرة والبيت ...بين هذه العمارات الشاهقة والمشاريع الباسقة وبين هذا الانهيار العام والتآكل الذي اصاب ، ليس الفقير وصاحب الدخل المحدود فحسب، بل ابتلع ثلثي الطبقة الوسطى على الأقل، ولا استثني ثلة من المرضى النفسيين الحقيقيين، ويمكن تمييزهم بسهولة عن ضحايا الواقع المعيش.

الحديث مع الذات هو بداية الاحتجاج...صحيح انه حالة نكوص وحيلة نفسية يتعاطاها المواطن حتى لا يصاب بالانهيار التام....الحديث مع الذات هو بداية حديث اكثر حدة قد يطالنا جميعا..اذا استمرت هذه الحالة من تصاعد الأسعار وتآكل المدخولات.

في السابق قامت الماعز البرية بأول عمليات تصحير وتعرية للغابات ، لأنها كانت تأكل كل شي في الغابة ، وكانت تستسهل اجترار البسلات الصغيرة التي تنمو بقرب الأشجار الكبيرة ، اذا كان يتوجب ترك هذه البسلات لتنمو وتحل محل الأشجار الكبيرة حينما تموت..لكن من كان يستطيع ان يشرح للماعز هذه النظرة الإستراتيجية للأمور؟؟؟؟ بالطبع الماعز انقرضت مع انقراض الغابة....!!

هل نرضى على انفسنا ممارسة دور الماعز ؟؟؟..

مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاعععععععععععععععععععع.


( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات