ميثاق اقتصادي أجوف

تم نشره الأربعاء 26 أيلول / سبتمبر 2012 12:15 صباحاً
ميثاق اقتصادي أجوف
د. فهد الفانك

هناك دعوة حسنة النية لصياغة ميثاق اقتصادي أردني يكون عابراً للحكومات المتعاقبة، وملزمأً لجميع المسؤولين. وهي دعوة براقة ولكنها للأسف غير قابلة للتحليق.

لدينا في الأردن عدة تجارب مماثلة من أبرزها الميثاق الوطني والاجندة الوطنية، وبالرغم من الجهود المبذولة في الإعداد فقد وضعا على الرف بمجرد الانتهاء من الصياغة، وقبل أن تتم الطباعة. فهل هناك حاجة لتكرار التجربة.

الداعون للميثاق الاقتصادي العابر للحكومات يتفقون على الفكرة العامة ولكنهم لم يتفقوا على المضمون اكتفاء بعبارات عامة لا تثير جدلاً ولكنها لا تعني شيئاً، مثل وصف تلك المضامين بأنها «سياسات واضحة وقرارات ثابتة» وكأن شيئاً كهذا له وجود.

في الطريق إلى الميثاق الاقتصادي المنشود يستعمل الداعون له عبارات جميلة لا تعني شيئاً في الواقع مثل: رؤية وتوجهات الاردن الكلية، تحديد نهج وتقييم الخطوات اللازم اتباعها، إنجاز الفرص في مواجهة

التحديات، العمل بشكل استراتيجي ممنهج،   خطة ديناميكية اقتصادية لا تتغير بتغير الحكومات، ضرورة وجود إرادة سياسية، العمل ضمن إطار يحكمه العمل المؤسسي، إزالة الضبابية في التخطيط، تحقيق تصور واضح بشأن أمور الاقتصاد وعدم الخروج عنها، إيجاد بيئة عمل تتميز بالشفافية إلى آخره.

ويقول أحدهم أن النجاح يتحقق من خلال جهود جميع الفاعلين في الاقتصاد من القطاعين العام والخاص، في إطار واحد وشامل يوفر الكتلة الحرجة المطلوبة لإدارة الاقتصاد بفاعلية وخلق معدلات النمو والتنمية المستدامين.

هذه العبارات الإنشائية تصلح لتصريح صحفي، ولكنها لا تبني ميثاقاً، ولا ترسم استراتيجية، ولا تغير شيئاً على أرضية الواقع، وتترك لمن يشاء أن يفهمها كما يشاء.

الخطأ الأكبر الذي يكرره كثيرون في هذا السياق هو جواز إيجاد سياسات وقرارات وتوجهات عابرة للحكومات، فليس هناك شيء من هذا القبيل إلا في بلدان الحكم الشـمولي، حيث لا يزيد الوزراء عن مجموعة من الموظفين الذين لا رأي لهم، وتقتصر مهمتهم على تنفيذ برنامج موضوع لهم.
في بلد ديمقراطي، من حق أية حكومة جديدة

أن تضع وتطبق برنامجها الخاص بها، وأن تغير أية وقائع سابقة لها إذا كانت تتعارض مع رؤيتها وبرنامجها الذي أنتخبت على أساسه.
( الرأي )

 

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات