لا للاحتكار الإسلامي

لا يحق للحزب الشيوعي الأردني مثلا أن يدّعي احتكار تمثيل التيار اليساري، كما لا يحق لحزبي البعث السوري والعراقي احتكار تمثيل التيار القومي، كما لا يحق لجماعة الاخوان المسلمين وحزبها جبهة العمل الاسلامي احتكار تمثيل الحركة الاسلامية.
لأن التيار اليساري له عناوين ومناصرون أوسع من تقليصه في حزب واحد، وكذلك الحال في التيار القومي، والاكثر شمولا في الحركة الاسلامية.
فعندما تدّعي جماعة الاخوان المسلمين تمثيل الحركة الاسلامية، فإنها بهذا تلغي الاحزاب الاخرى كلها ، التي تعتنق الفكر الاسلامي في طروحاتها وبرامجها.
أليس حزب الوسط الاسلامي حزبا إسلاميا وجزءا من الحركة الإسلامية؟ أليس حزب التحرير المحذور، جزءا من الحركة الاسلامية؟ أليس التيارات السلفية بكل توجهاتها جزءا من الحركة الاسلامية أيضا؟
الخلاف بين أحزاب الهوية الواحدة، لا يعني أن يُسمح لأي حزب، كبير كان أم صغير العدد، أن يقوم بإقصاء الأحزاب الأخرى، فالجميع جزء من التيار العريض، إنْ كان يساريا أو قوميا أو إسلاميا.
في قمة الحيادية والتوازن ما يطرحه ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية، في بياناته السياسية، و شعاراته المرفوعة في المسيرات، فالأحزاب الستة المتآلفة ترفع شعارا يمثل الائتلاف، ولا تزعم أنها تمثل التيارين اليساري والقومي، على عكس ما تفعله جماعة الإخوان المسلمين وحزبها جبهة العمل، ففي كل بياناتها وشعاراتها وخطاباتها، وحتى إعلاناتها، تحتكر تسمية "الحركة الاسلامية في الأردن" وكأنها ممثلة لجميع الأحزاب والحركات الإسلامية الاخرى.
هذا السلوك ليس منزوعا عن طريقة تفكير جماعة الاخوان، وهي طريقة الاقصاء، واحتكار التمثيل، وهي تغمض الطرف فرحة عندما تخطىء وسائل الاعلام بمجملها، وتساعد جماعة الاخوان في تنفيذ هذا الاحتكار، لهذا أجدها مكانا لتصويب هذا الخطأ، وأدعو كل الزملاء في وسائل الاعلام والصحافة أن تسمي الاشياء بمسمياتها، ولا تنجر للتسمية التي تحبذها جماعة الاخوان المسلمين، وعلى الاقل في المسيرة التي أعلنت الجماعة عن تنفيذها، وأطلقت عليها "المسيرة الكبرى" أن تبقى الاخبار والاحداث والعناوين عليها، منسوبة فقط إلى جماعة الاخوان المسلمين، وليس الحركة الاسلامية، لانه على الأقل هناك أحزاب إسلامية لن تشارك في هذه المسيرة، لا بشكل تنظيمي، ولا حتى شخصي.
نختلف مع جماعة الاخوان المسلمين في توجهاتها، ام نتفق، فإن الخلاف معها سياسي، وايدولوجي، لكنه ليس خلافاً مع مفهوم الحركة الاسلامية، ومهما كان حجم الخلاف فإنه لا يعادل جزءا بسيطا في الخلاف بين أبناء الحركة الاسلامية ذاتها، فلم يحتمل التيار السلفي الجهادي قبل يومين، معلومة أطلقها أحد قادة الاخوان عبر فضائية "رؤيا" فردَّ عليه، بجملة لا أستطيع أنا الذي يختلف مع توجهات الاخوان أن أطلقها في وجههم، وقال له " عيب .. عيب .. عيب ودت الزانية لو أن كل النساء زوانٍ".
( العرب اليوم )