مفاجأة باراك ..!!

في الوقت الذي تستعد فيه قيادة السلطة الفلسطينية، للمطالبة بعضوية كاملة لفلسطين في الامم المتحدة، كشف يهودا باراك وزير حرب العدو، عن أهداف العدو الحقيقية ، الذي ناور وماطل طويلا، قبل الاعلان عنها ، وهي الانسحاب الاحادي من الضفة الغربية، على غرار الانسحاب من غزة، مع الابقاء على المستوطنات والطرق الالتفافية ، ومعسكرات جيش العدو في المناطق الاستراتجية، والسيطرة على الاغوار والقدس.
ماذا يعني هذا الانسحاب ، أو بالأحرى اعادة انتشار القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة؟؟ يعني ببساطة شديدة بقاء الارض ، كل الأرض الفلسطنية ، محتلة ، وبقاء المستوطنات، واحكام تهويد الاقصى والقدس، كعاصمة موحدة لاسرائيل، وسلخ منطقة الأغوار نهائيا عن الاراضي الفلسطينية، والتي تشكل ما يقارب 25% من مساحة الضفة الغربية.
ويعني أيضا...
الغاء اقامة دولة فلسطينية الغاء فعليا، بحكم الأمر الواقع، بعد ما تم تحويل الضفة الى كانتونات وجزر معزولة، يصعب ، أو بالأحرى يستحيل معها اقامة دولة متواصلة جغرافيا، والاكتفاء بحكم ذاتي هزيل ، وسلطة مفلسة تعيش على صدقات الدول الأوروبية وأميركا.
ويعني أخيرا..
اعتبار الضفة الغربية وغزة جزءا من المجال الحيوي الاسرائيلي، أو بعبارة أخرى “الفناء الخلفي” لاسرائيل، كما يقول نتنياهو في كتابه “ تحت الشمس”، ومصادرة حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال ، واقامة الدولة المستقلة على ترابه الوطني، والحكم عليه بالنفي الأبدي في الداخل والخارج.
كثيرون يعتبرون هذه المقترحات مجرد جس نبض، لمعرفة الردود الفلسطينية والعربية والاميركية، قبل أن تعلن حكومة العدو تبنيها رسميا.
وفي تقديرنا، فان باراك لم يعلن عن هذه المقترحات قبل ان يناقشها مع رئيسه “نتنياهو”، ومع الادارة الاميركية، ولم يكن مصادفة ان تزامن وقت اعلانها مع وجوده في نيويورك، والالتقاء مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون..
ان توقيت اعلان هذه الخطة الصهيونية ،كما نشرتها جريدة “اسرائيل اليوم” تزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ، ما يعتبر رسالة للمجتمع الدولي ، بان اسرائيل معنية بحل المشكلة ، وها هي تقدم مقترحات جديدة للخروج من المأزق، الذي وصلت اليه المفاوضات، وهي أيضا رسالة تهديد وانذار وابتزاز للسلطة الفلسطينية، بأن تسحب مشروع الاعتراف بالدولة الفلسطنية ، من ادراج الامم المتحدة، وتعلن استئناف المفاوضات بالشروط الاسرائيلية، والاستسلام للمشروع الصهيوني الاستئصالي.
باختصار....نميل الى الاعتقاد ، بأن خطة باراك بالانسحاب الاحادي من الضفة الغربية، كما يطلق عليها ، هي استراتيجية العدو المفضلة، لانها تخدم أهدافه ومخططاته، والتي تدور حول بقاء الضفة الغربية وغزة تحت سيف الاحتلال. ( الدستور )