كركر وانحف

أعتقد أن الأمر حصل على سبيل السماجة وقلّة الشغل، حيث قام باحثون بوضع 50 من الأزواج أمام مشاهد لسلسة من المواقف المضحكة ، فتبين أن حرق السعرات الحرارية لديهم ترتفع كثيرا أثناء المشاهدة . لذلك نصح العلماء من يرغب بتنزيل وزنه أن يبحث عن برامج فكاهية كوميدية ويضحك لينقص وزنه بشكل طبيعي بدون ريجيم ولا رياضة ولا سحر .
لا اعرف كيف تأكد العلماء من عدم تأثير عملية جمع الأزواج معا كل هذا الوقت الذي يخلق انفعالا وغضبا داخليا قد يكون ساهم في حرق السعرات مع الأعصاب، إلا أنني سأفترض صحة هذه الاستنتاجات، لأسباب في نفس يوسف ، حيث انوي تسويق الأردن سياحيا للراغبين في انقاص وزنهم تحت شعار :(المال مقابل الريجيم) أو( سياحة التنحيف) ،أو أية اسم دعائي مشابه. كما يمكن ترويج برامج سياحة داخلية للمواطنين الكرام والبخلاء، ليتخلصوا من السمنة ويبقى العسل وحيدا مع سعراته.
اذا ظلت الأمور على خير ، فإن الانتخابات على الأبواب ، تحديدا على بوابة السنة الجديدة ،وعلينا من الآن أن نخطط لنجلب الوفود السياحية لتصوير اللافتات الانتخابية ، والوجوه المبتسمة والأسنان البراقة، لكأنهم يعملون دعاية مجانية لمعجون الأسنان كولينوس، ثم نترجم لكل سائح حسب لغته بروشورا حول قدرات ومؤهلات المرشحين العملية والعلمية، ليسمع السائح ويشاهد بين ما يبدو هنا وما هو في الواقع غير الافتراضي.
طبعا نستطيع جلب الوفود السياحية وحجزهم في الفنادق ثم استقدام أدلاء سياحة يقرؤون لهم التصريحات التي تحذر التجار من مغبة رفع الأسعار ، ونريهم في ذات الوقت رسوما بيانية لارتفاع الأسعار لأن التجار لم يفهموا معنى كلمة (مغبّة) ، او يشرح الأدلاء للسياح الناصحين (المدهنين) مدى التسيب الذي يتزايد في ظل توفير وزارة( منها إلها) لتطوير القطاع العام...وهات يا كركرة!....وهات يا حرق سعرات.
إنها لعبة الضحك كما حددها علماء النفس : التناقض بين ما هو متوقع وما يحصل، بين ما يقال وما يرى...
بين مواضيع الإنشاء والواقع .
زورونا وانحفوا..اهلا بضيوف الاردن من الوزن الثقيل. ( الدستور )