ذوو العظم القاسي

تقول دراسة طبية نشرت نتائجها في صحف أمس الاول، أن عظام ثلث النساء الأردنيات اللواتي تجاوزن سن الخمسين، رقيقة وهشة.
أخشى أن يكون الذين حسبوا هذه النسبة قاموا بذلك بالمقارنة مع عظم الرجال، فهم في هذه الحالة يكونون قد أجروا مقارنة ظالمة ومبالغاً فيها، ذلك أنه من المعروف أن الأردنيين "عظمهم قاس" بشكل استثنائي.
وبالطبع، أرجو أن يعذرني أنصار النوع الاجتماعي (الجندر) من المدافعين عن حقوق النساء أو المهتمين بالمساواة بين الجنسين، لأن هذه الدراسة تدعم التأكيد بأن الرجال الأردنيين دون النساء، هم المقصودون بعبارة "عظمنا قاس"، وفي أحسن الأحوال، ربما يشاركهم في قساوة العظم تلك، قسم من النساء تحت سن الخمسين.
في العظم...
ليس من قبيل الصدفة أن يكون الجذر اللغوي لكلمات مثل العظْم والعظيم والعَظَمة واحداً، كما تُجمع كلمتا العظم والعظيم في كلمة واحدة هي "عظام"، و"العِظامي" هو من يفتخر بآبائه وأجداده وهو عكس العصامي، أما العِظامة أو العُظّامة فهي ما تتخذه المرأة لتضخم به عجيزتها عند الحاجة، أما أقرب الناس إليك فهو مَن تعتبره مِن "عظام الرقبة"، وأهم الأشخاص يكون كـ"العمود الفقري" في جماعته، ولكن أكثر أذى العظام يكون كذلك في العمود الفقري.
إن هشاشة عظم النساء يعني أن عظامهن لن تصبح "مكاحل" بعد عمر طويل، لأن شرْط تحوّل العظْمة إلى مكحلة، أن تكون قاسية، حتى لو تسببت بالعَوَر بدل التكحيل. ( العرب اليوم )