الملك يؤكد التصاق الأردن بالقضية الفلسطينية

الاردن هو البلد العربي الوحيد الذي لم يتخل عن دوره وواجبه تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الاشقاء الفلسطينيين وهذا الدور ظل على مدى العقود الماضية دورا مميزا ولم يتغير وقد اكد جلالة الملك عبد الله الثاني على هذا الدور من خلال الخطاب الذي القاه في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة حيث خصص جزءا كبيرا من هذا الخطاب للحديث عن هذه القضية حيث حذر من ان المساس بالمقدسات في مدينة القدس امر لا يمكن قبوله او السكوت عليه وقال ان المخاوف ما تزال ملحة مما تتعرض له المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها من تهديد وان المسجد الاقصى والحرم الشريف مشمولان بالرعاية الهاشمية حسب نصوص معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية عام 1994 وهي اراض محمية بموجب القانون الدولي كونها اراض محتلة .

تحذيرات جلالة الملك ليست الاولى ولن تكون الاخيرة فجلالته لم يترك مناسبة الا وتحدث فيها عن القضية الفلسطينية وعن معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي والممارسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وقد حذر جلالته عدة مرات من ان السلام لن يتحقق في المنطقة بدون حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وعاصمتها مدينة القدس .

لقد دعا جلالة الملك في خطابه التاريخي الذي القاه في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة المجتمع الدولي الى النهوض بمسؤولياته الجسيمة والعمل على استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين لتمكين الشعب الفلسطيني من الوصول الى حقه المشروع والعيش بسلام مثله مثل باقي شعوب الارض .

مع الاسف الشديد فان زعماء دول العالم الذي القوا خطابات في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة لم يتحدثوا عن القضية الفلسطينية وكانها اصبحت قضية منسية ونسي هؤلاء الزعماء ان الاراضي الفلسطينية هي الاراضي الوحيدة في العالم التي ما زالت محتلة وقد عجز مجلس الامن الدولي تحت ضغط الفيتو الاميركي من اتخاذ اي قرار يجبر اسرائيل على الانسحاب وحتى القرارات الشكلية التي اتخذها هذا المجلس لم تنفذها الحكومات الاسرائيلية .

لقد وقف الاردن دائما مع الاشقاء الفلسطينيين وقدم لهم الدعم السياسي في المحافل الدولية والدعم المادي على مدار العقود الماضية فخلال الانتفاضات التي قام بها الفلسطينيون ضد الاحتلال كان يرسل المساعدات الغذائية والدوائية بشكل دائم ومستمر وقد اقام مستشفى ميداني في كل من مدينة جنين ومدينة رام الله وما زال مستشفى رام الله يعمل حتى اليوم ويقدم الادوية والعلاج للاشقاء الفلسطينيين مجانا .

وبعد الاعتداء الوحشي الاخير على مدينة غزة ارسل الاردن مستشفى ميدان عسكري ومئات الشاحنات المليئة بالمواد الغذائية والطبية وها هو المستشفى الميداني يعالج كل يوم مئات الاشقاء الغزيين ويقوم الاطباء الموجودون هناك بجميع المداخلات الطبية والجراحية وقد تجاوز عدد المراجعين لهذا المستشفى المليون شخص حتى الآن .

لن يتخلى الاردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني عن دوره تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الاشقاء الفلسطينيين وعن دوره العربي ايضا وها هو يستقبل كل يوم المئات من اللاجئين السوريين ويحاول ضمن امكاناته المحدودة وبالتعاون مع بعض المنظمات الدولية تقديم كل ما يمكن تقديمه لهؤلاء اللاجئين من خدمات الاقامة والطعام والشراب والعلاج حتى يفرج الله كربتهم ويعودون الى وطنهم . ( الدستور )