الملك يدق جرس الإنذار

تم نشره الجمعة 28 أيلول / سبتمبر 2012 01:42 مساءً
الملك يدق جرس الإنذار
نبيل غيشان

مصير إسرائيل بات مرهونا بوجود الدولة الفلسطينية .
 خص جلالة الملك عبد الله الثاني مدينة القدس بجزء كبير من مداخلته من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يحضرها العشرات من رؤساء الدول، وهذا دليل كبير على أهمية القدس بالنسبة لجلالته والهاشميين ومِن خلفهم الأردنيون الذين قدموا تضحيات جساما على أسوارها .
 وقد نبه جلالته المجتمع الدولي إلى أهمية القدس لدى 1.7 مليار مسلم ، وأنها لا تقل أهمية عن الكعبة المشرفة خاصة أن الرعاية الهاشمية للمدينة المقدسة منصوص عليها في معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية ، مؤكدا أن القدس مدينة محتلة، وأن أي إخلال بوضعها يثير حساسية المسلمين والمسيحيين حول العالم.
 ولفت جلالته الانتباه إلى أن أي اعتداء أو تقسيم لموقع المسجد الأقصى لن ينظر إليه باعتباره مجرد خرق لالتزامات إسرائيل الدولية كدولة احتلال بل سينظر إليه باعتباره اعتداء دينيا سيحرك مشاعر المسلمين للدفاع عن هوية أماكنهم المقدسة، وهو أمر أعلن جلالته أنه لن يسكت عليه إطلاقا ولا يقبله بتاتا.
 كلمات جلالة الملك دقت جرس الإنذار أمام المجتمع الدولي الذي بات يعرف الحق ويتغاضى عنه، ومَن الجهة التي تهدد السلام ، ولا يقدم شيئا ينقذ المنطقة بأسرها من الغطرسة الإسرائيلية.
 وفي المقابل يحذر جلالته إسرائيل من التمادي وتفويت فرص التفاهم والسلام مع الشعب الفلسطيني من أجل التوصل إلى حل الدولتين الذي بات طريقا إجباريا للسلام.
 وعاتب جلالته الهيئة العامة للأمم المتحدة التي لم تستطع على مدى عقود حماية الشعب الفلسطيني أو حتى الالتزام بتعهداتها الواردة في ميثاق تأسيسها، وخاصة بند الحماية التي يوفرها علم الأمم المتحدة تحت مظلة القانون الدولي وحقوق الإنسان، إلى متى سيبقى الإنسان الفلسطيني خارج العصر، وتبقى الأمم المتحدة والعالم المتحضر يغضان الطَّرف عن الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنات وكل عمليات القتل والإذلال والتجويع والحصار التي يعاني منها الإنسان الفلسطيني تحت سمع وبصر العالم.
 لا خير في الربيع العربي إذا لم يصل إلى نقطة إجبار الاحتلال على الجلاء عن أرض الضفة الغربية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وهي هدف تجمع عليه كل دول العالم ما عدا دولة الاحتلال التي تعطل السلام الدولي، وإذا لم تتعلم إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية الدرس فإنهما ستجدان نفسيهما في جو معاد لا يعرفان إلى أي حد يمكن أن يصل .
 صوت العقل والعدالة والقانون الدولي الذي صدح به جلالة الملك يجب أن يُذكّر العالم بمسؤولياته الأخلاقية والقانوية تجاه شعب شرد من وطنه، وتجاه منطقة لا تزال تعرف الاستعمار والاحتلال والفصل العنصري الذي لم يعد موجودا في قاموس الأمم المتحدة.
 فإلى متى ستبقى الأمم المتحدة عاجزة عن حماية الشعب الفلسطيني وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ؟ إلى متى سيبقى الشعب الفلسطيني مستثنى من حماية الأمم المتحدة؟ إلى متى سيبقى الاحتلال الإسرائيلي جاثما على الصدور؟
 أسئلة برسم الإجابة من دولة الاحتلال التي يجب أن تعي أنها غير قادرة على تغيير مجرى التاريخ ، لأن الاحتلال إلى زوال ولو بعد قرون، وإذا أرادت إسرائيل أن تحفظ الشعب اليهودي فإن عليها أن تعترف بحق الشعب الآخر بالوجود وإقامة الدولة الفلسطينية ، لأن لا مستقبل لدولة إسرائيل العدوانية من دون أمن واستقرار الشعب الفلسطيني ، وهناك فرصة للبقاء إذا استبدلت دولة الاحتلال العداء والحقد والكراهية بالسلام وحفظ كرامة الناس وإعطائهم حقوقهم، وبغير ذلك فإن الحق سيتغلب على القوة مهما طال الزمن. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات