مسيرات المعارضة والموالاة

المسيرة الحاشدة المنتظرة التي تعد لها المعارضة الجمعة المقبلة، تجري مقابلها ممن يطلقون على انفسهم الموالاة استعدادات لتنظيم مسيرة حاشدة ايضا لمواجهتها، والامر ينذر بما لا تحمد عقباه، وبالانعطاف نحو دائرة من العنف التي سرعان ما ستجد من يغذيها بشتى انواع كوامن الحقد والجهل.
العاقل من يتعظ بغيره، وفي اليمن مثال على اقل الخسائر بالاموال والارواح طوال ربيعه الذي انهى مرحلة حكم الرئيس صالح، وبدأ الانتقال الى مرحلة جديدة ما زالت مستمرة دون مواجهات من اي نوع. فقد كان وما زال التظاهر متاحا للمعارضة والموالاة فيه بأي حشد دون اتاحة التلاقي بين حشدين؛ إذ اتفق على ان يكون شارع الستين لمسيرات المعارضة، وشارع السبعين للموالاة، الامر الذي منع فرص اي تصادم ما بين اليمنيين.
طوال الوقت الذي تخرج فيه مسيرات للمعارضة، ينبري نفر من بضعة عشرات يحملون صورة للملك نحو استفزاز المتظاهرين والتصادم معهم، ولولا ان رجال الشرطة تحول بينهم لوصل الامر الى ما يخطط له من يدفعون الى دائرة العنف.
عندما ينظم فريق الموالاة فعالياته ومسيراته في حدائق الملك حسين او اي مكان آخر، فإن فريق المعارضة لا يفكر او يخطط لأي عمل من اجل مواجهة ذلك، او تحديه وتخريبه، فلماذا يحدث العكس دائما؟ ولم لا تُترك فعاليات المعارضة وشأنها طالما أنها سلمية؟ ولم كل هذا الحساب لها، والخشية منها؟
لدينا في الاردن عشرات ومئات الاماكن من شوارع وساحات تصلح للفعاليات والنشاطات السياسية، وبدل الاصرار واتاحة فرص التصادم عمدا، بالإمكان فرض اماكن متباعدة لكل فريق، بحيث يتم التعبير عن الرأي والمواقف بأمن وأمان، وبالإمكان تحديد مواقع دائمة بما يشبه ساحات الحرية بالعالم، غير ان مسؤولا واحدا استعد للتفكير بالامر، ولما فكر مرة بذلك الوزير السابق صبري اربيحات واعلنه، قيل إنه استدعي وأُسمع كلام لوم وغيره.
لا ينبغي اتاحة مسيرات متقابلة، والجميع يدرك انه بالإمكان تحويل مسيرة الموالاة من وسط البلد الى مكان آخر، أما اتاحتها فتعني عملاً تخريبياً منظماً، ودفعاً نحو التازيم بدل البحث عن حلول لقضايانا الوطنية. ( السبيل )