مهلا... أيها الأردنيون الشرفاء
المدينة نيوز - تتدافع الكلمات في مخيلتي، كاندفاع السيل، كل كلمة وجملة تريد ان تبث هما وتشكو حالا وتناقش شعباً وأخا ً .
طالعت خبراً أقلقني عن دعوة لمسيرة الجمعة القادمة في الاردن للإصلاح وغيرها من المصطلحات الرنانة!
وليس مصدر قلقي من المسيرة بحد ذاتها، بل من تبعاتها ونتائجها.
بمعنى هل القائمون عليها والذين رسموا طريقتها وأهدافها بدراية بكل صغيرة وكبيرة بالمظاهرة؟ بمعنى أدق هل
يضمن القائمون عليها والداعون اليها ان تكون سلمية او تتم بهدوء دون إثارة اي مشاكل؟
وبمعنى أدق وواضح هل يضمنوا ألا يندس مثيرو الفتن بين المشاركين؟ هل يضمنوا ان كل المشاركين في المسيرة سيكونون ايجابيين ؟ هب أني شخص هدفي إثارة الفتنة وإشعال الموقف لإراقة الدماء، واندسست بين المشاركين الشرفاء السلميين وبكل هدوء أخرجت سلاح رشاش وأطلقت سيلا من الرصاص على رجال الشرطة واصبت او قتلت منهم، وانسحبت كما دخلت وأوزعت الى من أركن عليه بان يطلق الرصاص على المشاركين السلميين من جهة الشرطة، ما هو الموقف؟؟
قد تقولوا ان خيالي واسع واصلح مؤلف قصص بوليسية، ولكن ماذا لو حدث هذا السيناريو!!
النتيجة السريعة والفورية حالة من الفزع والارتباك وركض في كل الاتجاهات ونداء لسيارات الإسعاف وهرج ومرج ثم اطلاق نار من الشرطة ومسيل للدموع لانه صار اعتداء بسلاح ناري وقتل ضابط وجندي من ناحية المسيرة.
وفوضى من المشاركين وصراخ ونداءات من الشرفاء بالتهدئة تذهب سدى بين فوضى لا توصف. ثم أعلام يثير حفيظة المشاهدين في المنازل بان الشرطة أطلقت النار على المسيرة السلمية فقتلت س وص وأصابت زيد وعبيد، وهي بريئة من التهمة كبراءة الذئب من دم يوسف، ثم تتصاعد حدة التوتر الى مالا يحمد عقباه.
أنا بكل تأكيد مع التغيير للأحسن ومع محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين والمختلسين وكل الشعارات التي تؤدي الى رفعة الوطن والنهوض بالمواطن ، وكل شريف لا يحيد عن هذه الاهداف .
ولكن مهلا .. ليس بهذه الطريقة ، فان درء المصائب اولى من جلب المنافع، فان الحال في الاردن يختلف كثيرا عما في مصر وتونس وسوريا واليمن وليبيا.. فلا يجدر بنا ان نجعل ما حدث في تلك البلاد مقياسا او مثالا لنطبقه في الاردن.
ليبيا كان النظام كله مقتصر في شخص القذافي فكنا لا نرى سواه في الصحافة والإعلام، استبد بكل شئ وحدث ما حدث.
سوريا بكل بساطة حرب طائفية وان حاولوا إخفاء ذلك او نفيه،فالنظام سيسقط عاجلا ام آجلا لذا يقتل اكبر عدد من المناهضين له وهي سياسة يتبعها الذي يرا انه فقد كل شئ، وفند باقي الدول بكل موضوعية.
اما في الاردن وهو في خط مواجهة بسياسة، ملوكها جنبوا الشعب الاردني الحروب التي في المنطقة، وكانت الاردن مأوى لمن ضاقت عليه بلاده بسبب الحروب من فلسطين والعراق وسوريا وفتح لهم ذراعيه وقال نزلتم سهلا وحللتم اهلا .
رغم فقر الاردن وشح موارده وقلة مداخله فاستوعب كل المهاجرين وقاسمهم الشعب العربي لقمة عيشه.
فهي أحسن حالا من دول كثيرة في المنطقة، انظروا الى مستوى المعيشة في المأكل والمشرب في مصر واليمن وليبيا وقارنوها بما في الاردن ، فوالله ان رغيف الخبز في الاردن أنظف من كيلو لحم في مصر. ووضع الشعب في الاردن افضل بكثير من هذه الدول .
رجاءا إخوتي اتقوا الله في أهلكم وشعبكم ونعم معا لمحاربة المفسدين ، ولكن بطرق افضل وأحسن .
حمى الله الاردن وشعبها من عثرات الزمان ونكبات المغرضين والمفسدين ولكم كل الحب والتقدير مني.
والى ان نلتقي لكم تحيتي ..